بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 آب 2020 12:01ص موجز الزيارة الرئاسية الفرنسية: إصلاح الاقتصاد أو.. «الغرق»!

حجم الخط
روسيا في سوريا. وايطاليا في ليبيا. وأميركا في سوريا والعراق. فيما فرنسا في عهد الرئيس ماكرون على حد وصف الصحف الفرنسية «على خطى الخروج من العزلة» وزيارة الرئيس الفرنسي رسالة الى المجتمع الدولي ان فرنسا التي لعبت دورا رئيسيا في قيام «لبنان الكبير» وعلى مدى ٢٣ عاما (١٩٢٠- ١٩٤٣)  تعود اقتصاديا وماليا وسياسيا على أبواب مئوية تأسيسه وعبر الحدث الجلل في مرفأ بيروت الذي أرسي له منذ افتتاحه العام ١٨٩٤ دور «مرفأ المشرق» وخزان انتاج الدنيا وعبر ٥٠٠ مرفأ عالمي، صلة وصل بين الشرق والغرب... وتحوّل عبر محن الزمان وتقلّب الأزمان الى مغارة سائبة بدل أن تؤمّن للشعب زوادة العيش تقطع عليه سبل العيش وتحرمه الحياة في فاجعة الأمس بمئات آلاف الضحايا والمفقودين والمشردين. 
والعودة الفرنسية هذه المرة ليست بالجيوش والأساطيل ولغة «ها قد عدنا يا صلاح الدين»، وإنما في زمن أزمة اقتصادية ومالية وجائحة وبائية وفاجعة مأساوية نتيجة نكبات على يد طبقة سياسية تعصى على الاصلاح وتعتاش من فساد قال عنه وعنهم رئيس سنغافورة الراحل «لي كوان يو»: «نحن نحارب الفساد من قمة الهرم وهم يمسكون اللصوص الصغار ويتركون الكبار»! وبما أعاد قوله وعلى طريقته رئيس فرنسا في ما يشبه «مضبطة اتهام» ضد أهل الحكم في لبنان محذرا من « انفجار هو بحد ذاته أكبر من أزمة اقتصادية ومالية وسياسية مستمرة منذ سنوات تتردد صداها من خلال الغضب في الشارع «ضد ما أسماه» سلطة فقدت شعبها.. خلال أزمة سياسية أكبر من قبل ضحيتها الأولى الشعب اللبناني «وواعدا بمساعدات» لن تطال أيدي الفساد داعيا الى «بنود عقد سياسي جديد لا مفر فيه من اصلاحات لأوضاع رافقت خلالها صحيفة Le Monde الزيارة الفرنسية الى بلد   يقترب فيه  الفقر ٥٠%» إذا لم تتداركه السلطة وكما قال الرئيس الفرنسي «سيستمر في الغرق»!
١١ مليار دولار
تنتظر اصلاحات!
تصدّر فرنسا الى لبنان بحوالي مليار دولار أي بحوالي ٥% من مجموع استيراداته غالبا في الأدوية ومستحضرات التجميل والمشتقات النفطية. وتستورد من لبنان بحوالي ١٠٠ مليون دولار أي بحوالي ٣% من مجموع صادراته غالبا في النبيذ والأسمدة الزراعية. وهناك حوالي ٤٥٠ شركة فرنسية تصدّر الى لبنان. وحوالي ١٠٠ شركة فرنسية تعمل في لبنان في مجالات الزراعة والتجارة والصناعة والنفط والخدمات المالية، وبحجم استثمارات بحوالي ٥٠٠  مليون يورو. وهناك حوالي ٣٠٠ الف لبناني يعيشون في فرنسا أكثرهم غادر لبنان خلال الحرب غالبا الى باريس أو ليون وبوردو ومرسيليا. 
ولعبت فرنسا دورا أساسيا في عقد مؤتمرات مساعدة لبنان: باريس١ و٢ و٣ بقروض ومنح للبنان، وصولا الى مؤتمر «سيدر» بحضور ١٠ دول و١٠ منظمات دولية  أقرت «سلة» قروض ومنح بـ١١ مليار دولار قال الرئيس الفرنسي انها جاهزة بانتظار اصلاحات لم تقرها الحكومات اللبنانية حتى الآن.