بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 تشرين الأول 2019 12:01ص أعمال الفنان عمر الشهابي:جاذبية بصرية حول فروقات الأزمنة المادية

حجم الخط
تؤدّي أعمال الفنان «عمر الشهابي» (Omar Alshahabi) دورها الجمالي ودلالاتها الإنسانية وفق تعبيرات شحنها في سياق اعطاء معنى للحركة والتضاد بين الكل والجزء، وفي فضاءات فتحها نحو جاذبية بصرية هدفها إدراك الفروقات بين أزمنة مادية تمرُّ على الإنسان وفق تكرار لا تشابه فيه، وان ظهرت الأشكال رمزيا كإيقاعات بصرية تميل إلى الشكل الجماعي والاختلاف فيه، من حيث التعريفات أو فلسفة العمل الفني وجديّته، المستند على على الابتكار والمنطق الحاسم في جدلية الإنسان ووجوده ككائن اجتماعي محض بعيداً عن التفرقة والمذاهب وما الى ذلك من فروقات غير جوهرية في وجوده الكلي على الأرض، وبأسلوب فني جمالي غني دلاليا بالإنسانية، وبالحقبات الزمنية التي تواجد فيها الإنسان على الأرض دون جدلية تاريخية، وإنما بالفضاءات المفتوحة على بعضها البعض، مما يجعل من أعماله تتضمن رموزا قوية للوجود الإنساني وأهميته في الكون دون أن يستبعد الفضاءات التخيّلية في ذلك، مما يعني أن الألوان جاءت نتيجة وسبب لتلك الحركة التي يشحنها برمزيات مختلفة، وما هي إلا للإشارة انه ما من تمايز اجتماعي بين إنسان وآخر إلا من حيث وجوده أو غيابه عن الكون. فهل حاول «عمر الشهابي» جمع الأزمنة في لوحة تشير الى أهمية الإنسان كونيا؟

تثير أعمال الفنان «عمر الشهابي» البصر والتساؤلات، وبما يتوافق مع جاذبيتها التي يتركها لتشدّ الأشكال بعضها البعض، وكأنها في منافسات تنصهر مع الزمن أو بالأحرى مع الألوان، ليحتفظ بالخط دون ابتذال في خربشاته الرقيقة والمانعة لتفاصيل أخرى يضعها بين لونين أو عدة ألوان، كومضات تشير الى وجوده اللحظي أو حضوره قبل الغياب، ليتكرر بشكل آخر وفي زمن آخر، وربما ضمن جدول أشبه ما يكون بالوجوه الجمالية خلال الحياة، وبتقسيم هو درجات الوجود أو بصمة الإنسان نفسه التي يتركها قبل رحيله، ليكون الوجه هو أداة التذكّر لمن رحلوا ولمن هم في حياة تستمر ضمن جزء زمني محدد. فهل يستذكر «عمر الشهابي» من رحلوا ومن يستمروا في التتابع الحياتي المقرر للوجود؟

تحمل أعمال الفنان «عمر الشهابي» فلسفة وجودية لها رمزيتها من حيث الأزمنة وان احتفظ بالماديات لوجودها مثل الأشكال ذات الإشارات اما على الفم أو على الأذن أو على الأنف أو على جانب الوجه أو قوة اليد والبطش مجازيا أو قوة المساعدة بمعنين مختلفين بمعنى الوجه والوجه الآخر للمعنى الخير والشر والقبح والجمال، وما الى ذلك من مفردات تنبع من الحواس التي يشير إليها بتعبيرات هي وجه من وجوه الفن الذي يتمسّك فيه، لتكون فلسفاته محشوة إنسانيا بجوهر وجودي مشبّع بالتناقضات، وبعيداً عن الأفلاطونية أو المثاليات التي يتطرّق إليها الفن بعيداً عن الواقع، لهذا نجد أعماله رغم تعبيراتها أو رمزيتها تلامس الواقع وتعالج مشكلات الأنواع الإنسانية أو الإنسان هو الإنسان مهما تعدّدت أشكاله ومذاهبه، ضمن رؤية سبغها بأسلوب تشويقي يميل الى خلق حشرية عند المتأمّل للوحاته التي تعيد تكوين الإنسان في عدة ألوان أو عدة أزمنة منذ وجوده حتى الآن. فهل يمكن أن تكتسب الإشارات صفة الحواس التي يتم منعها في الحياة لتصمت؟ أم ان تقسيم الاشارات في أعماله هي جماليات لفهم المنطق الوجودي لدى الإنسان وصعوبات الدفاع عنه من خلال الرسومات أو بالأحرى من خلال الفن التشكيلي وتحدّياته المرنه لمواجهة صعوبات الواقع بعيداً عن المتخيّل السريالي، وباختصار علاقة الإنسان بمن حوله وبالفن والثقافة وقبل كل شيء بأهمية وجوده.

أعمال الفنان «عمر الشهابي» (Omar Alshahabi) من مجموعة متحف فرحات.





dohamol@hotmail.com