بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 نيسان 2024 12:00ص لبنان داحس والغبراء

حجم الخط
في العصر الجاهلي كانت تقام سباقات الاحصنة بين القبائل العربية وكانت نتائجها مهمة بالنسبة لهم لانه يتم تداولها بينهم بفخر واعتبار قبيلة الفريق الرابح انها تملك جيادا مميزة وفرسانا متفوقين مما يدعو الفريق الفائز الى الفخر والخيلاء والشوفينية لامتيازه بين العرب...
 وممكن ان نشبه هذا الحال بفوز قبيلة الفراري على قبيلة المرسيدس والفارس شوماخر على الفارس هايكنن وتمتد فرحة الفوز لموسم كامل حتى يحين موعد السباق للمبارزة الجديد والتنافس المصيري...
وكانت من اشهر الفرق المتنافسة آنذاك قبيلة داحس وقبيلة الغبراء...
 وفي احدى المرات كان الحصان والفرسان المتسابقان عالمنخار وعند انتهاء السباق عند نقطة النهاية وقع الاشكال وادعت كل قبيلة الفوز ووقع بينهما خلاف كبير تطور الى التضارب ثم الى اشتباكات متكررة فمعارك فحرب ضروس وقع فيها القتلى والجرحى كل يطالب بأن ينسب الفوز والتفوق اليه، واستمرت هذه الحرب لمدة اثنين وأربعين عاما سقط فيها الكثير من القتلى والجرحى وتسببت بخسائر جمة للفريقين بالمادة والأرواح والممتلكات...
ولان الشيء بالشيء يذكر ولوجه الشبه القوي فإن الحرب اللبنانية المشؤومة تنال اليوم الميدالية الذهبية لمرور نصف قرن على اندلاعها لاسباب تافهة زرعتها اجهزة سفارات متعددة، وتم بيع الوطن من قبل حكامه الى الذي يدفع اكثر، وكان الشعب المسكين بكل طوائفه مسلمين ومسيحيين وقودا لنارها وضحية لخيانة المسؤولين وتواطئهم ...
ولا تزال الحرب اللبنانية مستمرة بأوجه مختلفة مالية وأمنية واجتماعية واقتصادية...
 ولايزال ضحاياها نفس الشعب المسكين المدجن والمقهور والمغلوب على أمره بكل طوائفه ....
والفرق الوحيد بين داحس والغبراء لبنان والعصر الجاهلي انهم اختلفوا على حصان واحد ونحن اختلفنا على حمير وبغال ...
 وكلن يعني كلن ...
والله المستعان ....