بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 نيسان 2024 12:00ص أعمال الفنانة البولندية (إيوا جوسكيفيتش) الجمال الأنثوي وقيمة المعنى الغرائبي

حجم الخط
الأنماط الغريبة في تصوير الجمال الأنثوي مُرتبط اجتماعياً بقيمة المعنى البصري الغرائبي، وكسر الرتابة التقليدية تشكيلياً في أعمال الفنانة السريالية البولندية «إيوا جوسكيفيتش» (Ewa Juszkiewicz) التي تؤكد أن أنثوية الألوان في الأزياء التي يرتديها الكائن الإنساني بغض النظر عن كينونته، امرأة أو رجل أو حتى الإنسان الميّال لأرستقراطية الاختيارات في محيطه واختياراته، تنتمي للجمال الخلّاق والإبداعي في شكله البصري، فالمنسوجات الباهرة بسطوعها البصري تجمع بين العصور القديمة والحداثة في الفن، فطبيعة لوحاتها تكسر رتابة مفهوم الجمال في وجه المرأة لتمنحها نظرة متسعة المساحة ما بين التقليدية والحداثة، وبانعكاس عمق الألوان التي تعني المرأة والجمال والحياة والطبيعة التي تحتضنها المرأة في لباسها المنتمي إلى كافة العصور بغض النظر عن الخصوصية والأذواق وما تنتمي إليه رسوماتها من تاريخية الميزة الجمالية في التصوير الأنثوي وروحية الألوان المرتبطة بكل هذه الأشكال القائمة على التعبير النفسي ما بين المحافظة والتقليدية والحفاظ على الهوية العصرية لرؤية الجمال بمختلف الوجوه والتعبيرات والانعكاسات التاريخية في التصوير الغربي للنساء قديماً، اللواتي تبهرنا إيوا جوسكيفيتش بألوان شخصياتهن المختلفة، وحتى بأشكال الشعر والنباتات التي تزيّن بها الرأس أو أي ركن في لوحة تضاعف فيها الخطوط والتعرجات إن في القماش أو الشعر أو حتى وضعية الجسد بالنسب الجمالية المدروسة بصرياً. فهل تغطية الوجه الأنثوي في رسوماتها هو لإبراز الجمال الأنثوي المرتبط باللباس الاجتماعي وقيمته المميّزة عبر تاريخ الجمال الخاص بالمرأة؟ وماذا عن التجدد المادي لألوان المرأة عبر التاريخ؟ وهل الموضة البصرية تحتلّ رتبة تشكيلية في الفن تُسحر الحواس وتمنح شكلا مادياً للمرأة الأنثى تحديداً؟
ارتبطت المرأة عبر التاريخ بالمجهول، وإن تأخّرت بالارتقاء الظاهري في المجتمعات كافة، إلّا أنها حافظت على قوتها الجمالية في الظهور الفاتن عبر لباسها غالباً والسخاء على أنواع القماش والزينة، لتكون محفوفة بميزة ظهورها الذي يفتن البصر. فهي من عصور ما قبل التاريخ إلى يومنا هذا يرتبط وجودها الفاخر بنوعية ما ترتديه كالملكات والأميرات وغيرهن من النساء ذوات المكانة العالية في المجتمع والبعض منهم تستّرن بكوفية أو شال أو قبعة وغير ذلك لتخفي شخصيتها تارة أو لتمنح هويتها درجة اجتماعية مرتبطة بما ترتديه. وقد تم رفض المرأة كفنانة عبر العصور كثيراً، إلّا أنها برزت بفن المنسوجات التقليدية والبيتية واهتمامها الكبير بالقماش بجميع أنواعه وصولا للخياطة والتصاميم، وإن بشكل غير ظاهر في المجتمعات القديمة. إلّا أنها في شكلها الجمالي تنتمي للإحساس المثير للبصر والجذاب إن بلباسها أو بأسلوبها الحركي أو حتى بغموضها الذي صورته الفنانة ايوا جوسكيفيتش بتشكيل ذي خطوط متعرجة وعميقة المعنى تنساب مع اللون بأنوثة تتمتع بها ريشتها اللينة والتأنيثية إن صح لي قول ذلك. فهل من تعبير فني تشكيلي أنثوي في العصر الحديث؟ أم هو الإحساس بالتقاطع التاريخي بين المرأة اليوم والأمس؟ وماذا عن الجمال القياسي في جسد المرأة الذي أخفته بريشتها ومنحته طبقات من الأنسجة اللونية زادتها افتتاناً بصرياً؟ وهل تعيد للتراث الأوروبي رونقه في رسومات تنتمي للجمال وهويته الأنثوية بصرياً؟
تبرز في لوحات الفنانة جوسكيفيتش مفهوم النوع الإنساني والارتقاء به مع الطبيعة البكر نحو الجمال المطلق، وما من انفصال جنساني وان تنكّرت المرأة وغطّت وجهها تبقى الروحية الأنثوية لها هويتها والتي من شأنها أن تمنح الجمال كافة الأشكال حتى تلك التي يصعب الدخول في لججها، كالثنايا الرفيعة في الخطوط المتعرجة والألوان بكافة درجاتها القوية وضخامة الشكل في لوحة ذات مساحات مفتوحة على حقائق تاريخية عاشتها المرأة في كافة العصور، إذ من المثير للاهتمام أن تمنح الجمال لروحية المرأة المجهولة الوجه، وعبر طبقات الألوان وأسلوب حركة الخطوط المترجمة للجسد الأنثوي بغموضه كافة، وغير المرتبط بمهمة واحدة في الحياة وهي الزواج والإنجاب والتكاثر دون الاهتمام بالمظهر الخاص بها وإن بقيت مستترة في مجتمعات مختلفة. فهل الأزياء والزينة هي العنصر الأساسي في كل شخصية من شخصيات لوحاتها؟ أم أنها تؤكد على أهمية الفن في تحديد الهوية الجمالية والاجتماعية للمرأة عبر العصور؟ وهل الرفاهية البصرية هي تشكيل يوحي بالإحساس الأنثوي وبالراحة النفسية؟ أم أن هناك ما يميّزها غير جمال الوجه؟
ضحى عبدالرؤوف المل