بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 كانون الثاني 2024 12:00ص أهمية المطالعة

حجم الخط
قيل لأرسطو: كيف تحكم على إنسان ؟ أجاب: أسأله كم كتاباً يقرأ وماذا يقرأ؟.. وقال عباس محمود العقاد: «الكتب كالناس، منها السيد الوقور ومنهم الكيّس الظريف، ومنهم الجميل الرائع، والساذج الصادق والأديب المخطئ»، وقال أيضاً أحد المفكرين «يُقاس رقيّ الأمم بمقدار إقبال أبنائها على المطالعة». كما أنشد أيضاً أحد الشعراء: «أعزُّ مكان في الدنّى سرج سابحٍ/ وخير جليس للأنام كتاب».. ولو جمعنا ما قيل في المطالعة لعرفنا الأهمية الكبرى التي تضعها الدول والشعوب في الكتب، ولأدركنا القيمة الحقيقية للمطالعة في تطوّر وتقدّم الأمم أو تراجعها وتقهقرها إن تخلّت عن تلك النعمة، ومما لا شك فيه أن المطالعة سلاح ذو حدّين لأنها جزء من ثقافة الإنسان التي ينهلها ذاتياً والتي تساهم كثيراً في تكوين شخصيته وفي توسيع آفاقه العلمية والأدبية، وتساهم في تفتّح مداركه الحياتية، لذا من الضروري الاستعانة بالموجّه والمرشد الذي يختار الكتاب المناسب للطلاب ولجميع فئات المجتمع.. وإذا ألقينا نظرة موضوعية على واقعنا لوجدنا التشتت والتسيّب والضياع، فبعض الكتب لا توفّر المعرفة بل تساعد البعض على الإنحراف والانحلال، لأنها مدسوسة ورخيصة الثمن والمواضيع التي تنشرها، يتراءى لنا بين سطورها وصورها أصابع التخريب التي تنال من الشباب، الى جانب تشويهها لعاداتنا وتقاليدنا الجميلة في حين أن دورها الحقيقي يقوم على إغناء الفكر والوعي والفهم وتقوية التعبير اللغوي، لأن الكتاب النيّر هو المقياس الحقيقي الذي يجب الاعتماد عليه، لأن الكتاب الذي يساهم في هدم الناشئة غير جدير بأن يُقرأ أبداً وهو المقياس على الحكم على من يقتنيه ويقتني هذه النوعية الفاسدة.. ولنحلم باليوم الذي نرى فيه أبناء وطننا يقرأون في ساعات فراغهم، أو في انتظار سيارة.. وفي نزهة على شاطئ البحر أو الجبل، ولنردّد: طالع أيها الإنسان في وطني.. فتغتني فكراً وتقوى تعبيراً..