بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 نيسان 2024 12:00ص اعترافات

حجم الخط
أحلم بالخروج الى أيّ مكان، والى أيّ دنيا غير هذه الدنيا.. يا وردة العيون الحزينة, أهدي إليكِ قلبي الذابل وهمسي اليائس وحسرتي.. أتساءل أحياناً بهمّ وأسى: «متى سنتحوّل الى عصافير لا تحمل همّ العيش في سجون أُسمها بيوت؟! بل متى سنصبح مثل طيور أيلول نهاجر الى أيّ مكان دون تأشيرة دخول؟ ألم يخلق الله هذه الأرض وما عليها من أجلنا؟ فلماذا نُحاصر في الزوايا ونُهصر هصراً؟ بعد ما ضلّت البنادق طريقها وأهدافها! وأنا عندما جاءت بي الحياة الى هذا العالم, لم يكن بمقدوري أن أرفض العادات والتقاليد التي طبعت حياتي لفترة طويلة.. رغم أنني لدى خروجي الى هذه الدنيا صرخت صرخة الولادة ولا زلت أصرخ ولكن بصمت! هذا ما فعله بي وبسواي القمع الوطني! وأنا كما يقولون عاشق لأنوار الشمس وشموع القمر.. ولكن ما أفعل إن كانت الأسوار اللامرئية تحيط بي من كل جانب؟!».
*****
أمسكت صديقتي قلماً وورقة وكتبت إليّ كالعادة من وطنها عدّة رسائل ضلّت الطريق إليّ, لأن صديقتي تنسى دائماً كتابة عنواني! وما زلت أنتظر! لأنها لا تخطئ! وهي دائماً على حقّ! كما لا تروقها الرسائل النصيّة، ولا أدري لماذا؟ ربما يروقها تعذيبي؟!
*****
تتداخل أحلامنا, تصير غيوماً, تمطر دموعاً.. تتأوّه أيضاً على شفاهنا الكلمات رافضة سجنها وخنقها بين أوراق غريبة... لكن السماء تبتسم حين نفترش الأرض ونلتحف الخيال. بربّكم هل من الضروري أن نُشعل النار في أجسادنا حتى ينبلج الفجر؟ وحتى يكفّ أبناء وطننا عن التقاتل كلّ عقد من الزمن؟!
*****
يا قيود الكلمات أعطني فرح المناجاة وآهات الصراخ لأن الذي يسكُنني وأقاسي من آلامه, يرفض أن يدعني وشأني.. ليته يدري أن هذه الحياة ما عادت تُغريني.. لذا ابتعدت عن الناس والتزمتُ الصمت، لكن في الليل فاضت دموعي على صفحات أنيني.. إنني أغرق في بحر أوهامي.. آه لقد صار وجهي بلا ملامح.. والله هذه هي القسوة.. هذا هو الوجع..