بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 شباط 2023 12:00ص التكريم الحقيقي

حجم الخط
في كل مرّة عندما يفقد أهل الفكر والأدب رجلاً من رجالاته أو سيدة من سيداته وقلماً من أقلامه، يثير هذا الفقد قضية تكريم من غادر دنيانا الى الأبد، والذي يغدو بعد رحيله ظاهرة إعلامية.. ونجماً هوى من عليائه، يستحق الرثاء والتفجّع واحتلال صدارة الأخبار الأدبية، هذا الأمر على ما يبدو ليس مقتصراً على عالمنا العربي والثالث، بل ويشاركنا الغرب فيه! فعلى سبيل المثال عندما رحل الموسيقار الرائع «شوبان» لم يشارك في جنازته سوى عدد قليل من معارفه، كذلك الأمر مع الروائي العالمي «أرنست هيمنغواي» والرسام «فان غوغ».. وهذا ما أصاب احسان عبد القدوس أيضاً وعمر أبو ريشة ولويس عوض وسواهم كُثر في عالمنا العربي.. والجميع يذكر ما إن انتشر نبأ وفاتهم حتى دُبّجت المقالات والدراسات والأبحاث عنهم، وجميعها أشادت بهم ورفعتهم الى المستوى الرفيع الذي يليق بهم، كما انهالت المدائح، فتحدّث المتحدثون عن آثارهم وبصماتهم التي ستبقى وستدوّن على صفحات التاريخ الفكري والأدبي.. وبرأينا المتواضع ورأي سوانا من أهل القلم يقول: ان التكريم الحقيقي يكون في حياة الأدباء والمفكرين، وليس بعد مماتهم، وفي تقديرنا ان مثال جائزة «نوبل للآداب» التي فاز بها الأديب نجيب محفوظ مجتازاً كل الخطوط الحمر التي منعت سواه ومن يستحق التكريم أيضاً من الفوز بها لأسباب لا مجال لذكرها في هذه المقالة.. لذلك من الضروي قيام هيئة ثقافية عربية تضم نخبة من أهل الفكر والإبداع والمتخصصين لتكرّم من يستحق التكريم، شرط أن تلعب جامعة الدول العربية وأجهزتها المختصة دورها في هذا المجال.. والجميع يتمنّى أن يتحقق هذا الحلم، لأن التكريم بحدّ ذاته صورة حضارية لأمم تقدّر العلم والأدب والإبتكار..