بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 تموز 2022 12:00ص الدكتور وجيه فانوس بــك تــزهــو الثـقـافـة

حجم الخط
ليست سيرة وجيه فانوس وفكره ونضاله، ما يدفعني إلى الكتابة عنه فحسب، بل شيء آخر، هو الإنسان الذي أحب الناس وأحبه الناس، لأنه كان وفيّاً لما آمن به في الحياة والعمل جمعت بين الإلتزام الفكري والأخلاقي بقضايا الأمة، وفي مقدمتها قضية فلسطين، وبشجاعة في مواجهة طغيان السلطة، وبالعمل الميداني بعيداً عن التنظير وسط رخاء ورفاهية الأبراج العاجية أو من المقاهي البديلة عن ساحة الميدان الفعلي للصراع. عروبته جعلته يتحسس بقضايا المواطن في لبنان فلا يفرّق بين القضية الإجتماعية والقضية القومية. عروبته جعلته يتجاوز التناقض المزيّف بين انتمائه للأمة وبين حبّه للوطن فالأولى من الثانية كما الثانية من الأولى.
تصف بكلمات محددة من هو ذائع الشمائل والخصال، فالأمر يختلف كثيراً مع د. وجيه فانوس الذي نكتب عنه هنا... ذلك العلم برأسه نار... الغني عن التعريف... والذي تتحدث عنه صفاته وخصاله المتفردة بين أعلام الفكر والثقافة في وطننا العربي.
هو رجل عزّ مثله، وقلّ وشحّ نظائره، فقد ارتقى سلم المجد البحثي الفكري حتى بلغ قمته، وعليه فقد أصبح بغير ما حاجة إلى الوصف، وتعتبر دونه كلمات الإطراء والثناء.
نحن كنا معه دوماً في أجواء ثقافية شفافة يعبق فيها عطر فكري حبيب كأنه مرسل إلينا خصيصاً.. وهي أجواء يؤطرها عطاء ذلك العلم الكبير ومجالدته وصبره وطاقته الكبرى على الاحتمال التي وسمت سني حياته. ويزيد الإطار تواضعه الجم ودماثة خلقه وفكره العفيف وصراحة رأيه.
كرّس رائدنا حياته - كما نعلم جميعاً - لخدمة الثقافة، بكل ما اشتمل عليه من تأسيس الصروح الفكرية وامتدت ثقافته وفكرة ورؤاه على مساحات رحبة وخصبة في آن معاً على أرضنا العربية، مؤكداً بكل ذلك أهمية الفكر والتاريخ والحضارة كدعائم صلبة للثقافة العربية... وهذا ليس بغريب على علم مثل د. وجيه فانوس الذي اتسمت نظرته بالشمولية القومية الرحبة.
وسأفتقد حضورك وتواضعك ولطفك وصوتك ستبقى ذكراك حيّة في قلوب أصدقائك، وستبقى مثالاً للمناضل، كما يجب أن يكون.
رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنانه.