بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 تموز 2023 12:00ص السياسة والأخلاق

حجم الخط
في عظة أخيرة للبطريرك الراعي تكلم عن علاقة الأخلاق بالسياسة وكيف ان العمل السياسي في لبنان لا يستند إلى أرضيات أخلاقية وإلا لكان حل الأزمات ومن بينها أزمة انتخاب رئيساً للجمهورية قد حلّت.
والربط بين الأخلاق والسياسة هو منطلق لأي حكيم رشيد ولكن الحاصل الآن في العالم الذي يبتعد بسرعة قياسية عن كل ما له علاقة بالأخلاقيات قد يفسّر انجرار الطاقم السياسي عندنا إلى السير (عالموضة) ومماشاة الركب..
وفي الواقع ان المنطلقات الذي ينطلق منها العمل السياسي مبنية على طروحات معتمدة في الجهات الأربع للعالم..
وفي كتاب ميكيافيللي (الأمير) يرفع شعار (الغاية تبرر الوسيلة) حتى لو كان في هذه الوسيلة سيول من الدماء ودمار وحروب وتعدّي على مصالح الشعوب ومواردها.
والظاهر ان طرح ميكيافيللي قد اعتمد بنسبة عالية.
أما ماو تسي تونغ من جهته، فيكفي أن عرّف السياسة بقوله (السياسة تنبع من فوهة البندقية)، فكيف يمكن للقوة إذا فرضها طرف ما أن لا تكون على حساب طرف آخر؟!
والأمر عينه ينطبق على النظرية الماركسية بحيث يحق للطبقة الكادحة (البروليتاريا) أن تحكم المجتمع..
وأين دور الطبقات الأخرى؟!..
المهم في الموضوع ان الطبقة السياسية عندنا استفادت من كل هذه الطروحات مجتمعة وحكمت من خلالها وأوصلت العباد والبلاد إلى ما وصلت إليه..
قد تكون العودة إلى اعتماد الأخلاقيات في العمل السياسي عندنا هي الأمل الوحيد في المحافظة علی كيانية الوطن وإيقاظ ما تبقّى من ضمير لدى كل تائق للوصول إلى كرسي.
مع الشك الكبير من ان نوم ضمير طبقة بكاملها غير قابل للإيقاظ إلّا بسكب الماء المثلج عليه..
لكن الماء مقطوعة والبرادات لا تثلّج من دون كهرباء.