17 آذار 2022 12:00ص العلاقة بين الثقافة الفنية التشكيلية والثقافة الشعبية في أعمال الفنان علي صادق

حجم الخط
تبرز العلاقة بين الثقافة التشكيلية والثقافة الشعبية الممزوجة بالرؤية الجمالية لحكايا نتطلّع إليها، وفق التأثيرات الفنتازية التي يؤكد من خلالها الفنان «علي صادق» (Ali Sadek) على الانتماء للفن المتعدد المعاني تاريخياً وأدبياً، ودينيا وتراثياً وحضارياً، وفق مقامات الألوان وروحانيتها القادرة على عكس التوليفات عبر الخطوط المختلفة بأبعادها، واتجاهاتها وضمن قوة الفراغات والضوء والظل، وبمختلف التعبيرات التي تتخذ طابعاً ايديولوجيا واجتماعيا، وحتى سياسياً يستبطنه بغايات جمالية يؤكد من خلالها على أهمية الحدث، وتاريخيته من حيث حبكته الفعلية في ضخ المعاني كالايثار والنخوة والشهامة والبطولة والجمال والتواضع والقضاء والقدر، وضمن الألوان الهادئة التي تعكس بمعانيها قوة الحكاية الزمنية واستمرارها في لوحات يترجم من خلالها الأحاسيس البطولية أو الانتصارات الإنسانية على الشر والظلم ومساوئ الحروب، وما الى ذلك من معاني زاخرة بالجمال الإنساني، فهل من ثقافة شعبية في أعماله الفنية؟ أم هي مستمدة من التراث الذي يحتضنه تشكيلياً ليمنحه هوية بصرية لا يمكن فصلها عن استحضار التاريخ الذي لا يريد محوه؟ وهل ترمز الألوان في لوحاته الى الكثير من المعتقدات التي تجذب الاهتمام بالفن الشعبي الذي ينتهجه وفق أسلوب حداثي يميل الى خلق حركة لونية مزدانة بالنغمة الشعبية لهذا التراث؟

حافظ الفنان «علي صادق» على مفهوم معيّن في لوحات تستمد تطلّعاتها من صياغة فنية تهدف الى تكوين تشابكات مرتبطة بالعلاقات الإنسانية التي يشدّ على أولوياتها الجمالية, لتكون بمثابة رسالة فنية تساهم في الحفاظ على التراث من خلال الإيحاء والتعبير بالحركة عن معتقدات هي حياة تشكيلية في لوحة تميل الى ترجمة إيمانية خاصة، لتخليد الحدث بأسلوب تشكيلي بعيداً عن التصوير، وإنما بتجزأة نغمات الألوان ضمن إنشاء المقاييس المعيارية لقيمة الألوان والخطوط على أساس الوضوح البصري، والغموض الرمزي للحركة الجماعية المرتبطة بالقدرة على استكشاف الحركة الضوئية للألوان التي يجمعها في باقات تترك آثارها على الحس الجمالي، وبإدراك يميل الى خلق روح إيجابية يقيمها من خلال إنشاء العلاقة بين الفن التشكيلي والثقافة الشعبية القائمة الى أشكال التعبير الإنساني والتقاسيم الجمالية لمعايير وظيفية فنية، ليكشف عن ما تمثّله النغمات اللونية من تحوّلات لا يمكن تجاهلها ضمن الممارسات الجمالية التي تنتهجها الريشة الملتزمة بالثقافة الشعبية الإنسانية ومجالاتها البصرية والموسيقية من منظور الأشخاص وعلاقتهم بالآخر ضمن الحدث الجماعي وتوجهاته البصرية جمالياً. فهل أظهر الفنان «علي صادق» قيمة الإدراك الفني والحساسيات اللونية في لوحات هي محاكاة لتراث شعبي تصاحبه التعبيرات النوعية ايديولوجياً واجتماعيا وسياسياً بعيداً عن الغايات الفردية لتتشكّل المعاني في لوحاته تشكيلياً وضمن جمالية نغمات الألوان والتقاسيم في الفراغات والخطوط، وهل التناغم والتضاد هما مفردات فنية خاصة بهذا الفن؟ أم أنه يقدّم في لوحاته توليفة فنية وخطوط عمل يترجم من خلالها رؤيته الإنسانية المختصرة في تراثيات يستبطنها إيمانيا بمقدرة الألوان على خلق روحانية خاصة.

تتعدد المعاني في لوحاته بين التاريخ والأدب، والفنون التشكيلية مع تضمين إنعكاسي للوحة قائمة على عدة مقامات لونية هي تأكيد الهوية التي يتركها كبصمة خاصة لما يؤمن به و تنتمي للفن بشكل عام، ولريشته بشكل خاص. وان ضمن تأثره بالبيئة التي يحاول التعبير عنها بالألوان، وبديناميكية الرؤية الشعبية لفنتازيا تنسجم لونيا مع الرؤية الصادقة، الغنية بالتساؤلات البصرية تاركاً الكثير من علامات التعجب المثيرة دراميا من حيث تشكيل المعاني الحسّية كالتضحية والوفاء والمحبة والمشاركة والجماعة والتثقيف النغمي القائم على ذبذبات باقات الألوان التي يختارها بشغف جمالي يميل الى خلق رؤى جمالية لحدث يشكّل سيمونية حياتية تبرز من خلالها العلاقة بين الثقافة الفنية التشكيلية والثقافة الشعبية.