بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 كانون الأول 2023 12:00ص الفنان التشكيلي محمد عارف لـ«اللواء»: «بيني وبين اللوحة والألوان صداقة حميمة وفرشاة الألوان أعزّ أصدقائي»

حجم الخط
يلتزم الفنان محمد عارف بالقضايا الإنسانية في لوحاته الغارقة بالتعبير الفكري والأدبي والفني بشكل جمالي يُساهم من خلاله في ترجمة رؤية الإنسان للحياة التي يرحل عنها ويعود إليها من خلال شتى الفنون التي تؤدي رسالة إنسانية ذات مغزى تأثيري، بنضج فني يميل إلى التحرر التعبيري من خلال الألوان وقدرتها على ترجمة الأفكار التي تُشكّل نوعا من حوارات بصرية مختلفة ومنها الحوار مع الذات أولا. إذ تعتمد ريشته على الحوار الذاتي قبل أن تنطلق في شتى المواضيع الإجتماعية والفنية والسياسية والوجدانية وحتى الرومانسية من خلال نظرته للمرأة وللأدب الجبراني كلزوميات تشكيلية تؤدي دورها في فهم أبعاد اللوحة لتكون بمثابة النص المقروء لا سيما تسلسل حركة الألوان أو تناقضاتها بين البارد والحار ليستبق المعنى الداخلي الذي يجعله إيحائيا ليلتمس متأمل لوحاته الأفكار ويعيشها في تخيّلات تؤدي إلى الواقع الذي يتكرر من جيل إلى جيل تلقائيا عبر الأزمنة الذي جعل منه جبرانا زمنا واحداً عاشه وما زال يحيا من خلال في أرث منح الكثير من الايحاءات لأدباء وفنانين ومفكرين الخ... ومع الفنان التشكيلي السوري محمد عارف أجريت هذا الحوار...
{ تُظهر الكثير من الأفكار من خلال الألوان في لوحاتك، هل تُحاكي الذات بصرياً؟ أم هي قراءة لما تختزنه من رؤى تشكيلية؟
- قد بلغتُ من العمر عتيا وأنا أتحسس مواضع الجمال في تربة الأرض وأوراق الشجر والحركة واللون مفاهيمنا كبشر محدودة أمام أسرار الكون الكبيرة والفنان والأديب... وهو مخزون يحمل الماضي بين جانبيه ويعيش الحاضر ويتطلّع إلى المُستقبل وأيضاً اللوحة هي محاكاة بصرية مع المُتلقّي. وقمة الروعة عندما تصلين بعملك إلى هذه المرحلة التي تُشكّل نوعاً من حوار بينك وبين العمل والمُتلقّي.
{ الفنان التشكيلي محمد علي عارف وحكايات الشعوب من خلال التعبير بالألوان ما الذي تستقرأه تاريخياً من خلال التشكيل؟
- سؤال أثارني... وعيني على التلفاز... عذراً غزة.. عذراً فلسطين... عذراً شباباً وشيباً وأطفالا.. أقبّل الأرض تحت نعالكم.. لشعوبنا حكايا كانت مُشرفة، ماضٍ مُشرف وأضحت مؤلمة ونحن في حاضر مؤلم.
{ متى يأخذك المعنى ليتشكّل في حركات من خطوط وألوان؟ ومتى تقف أمام لوحاتك لترى ما تعكسه مرايا ألوانك من جديد؟
- بيني وبين اللوحة والألوان صداقة حميمة وفرشاة الألوان أعزّ أصدقائي.. ومعظم أعمالي جداريات. مجرد أن أضع اللوحة أمامي ، ينتابني قلق جمالي، باحثاً في أعماقي عن الوعي والفهم والجمال. أبدأ أعمالي باللاوعي، وتكون بدايتها الدخول والغوص في أعماق الداخل.. خطوط ومساحات لونية، ومن ثم يبدأ الوعي بالتدخّل خالقا الإنسجام، وإضافة شيء جديد وصياغة فنية حديثة وهذا الشيء يُعطي العمل قيمة وهذا مُهم جداً.
{ متى تضع نفسك أمام قوانين الفن التشكيلية ومتى تتحرر منها؟
- الفن مزيج من الخيال الراقي والخيال المجنون، كرنفال طقسي، يمزج الجحيم بالجنة، والسعادة بالألم والأحلام الوردية وانكسارات الواقع عذرا. ومع ذلك أحياناً يضعك القدر أمام مشهد يحتاج إلى مناخ أو أجواء معينة وطقس تشكيلي معين.
{ هل تلتقط التأثيرات العاطفية لكل لون لتقدّمها وجدانياً في حكاية لوحة؟
- ألجأ في أعمالي إلى القوة في الخط والحركة والألوان، لخلق حالة وجدانية مع العمل ومن ثم حوار روحي وعقلي.
{ هل تثير التعاطف مع القضايا الإنسانية من خلال الفن؟
- سأختصر جوابي بهذه الكلمات... قضايانا محتاجة إلى القوة.