احترقت بيروت فاحترقت معها النفوس والقلوب
تهدّمت بیروت تاه الناس كالسكارى في الأحياء والدروب
خرجوا من بيوتهم كأنهم يسيرون في صحارى السهوب(1)
بيروت سألتني لماذا دائما على ساحاتي تنزل الخطوب
لماذا تجعلوني أنا لكل بلاء مرير ومن الآلام حرقة أذوب
ولماذا كلما حدثت نائبة للغير المفروض على أرضي تنوب
قولي لي ماذا أذنبت في حق البلاد كلها من ذنوب
كي لا يتركوني وشأني ويبعدوا عني كل الحروب
ما هي الأسباب هل لأنني مسالمة خالية من العيوب
وهل لأنني أحب أبنائي وأجود عليهم من أرضي الوهوب
وانني لا أفرّق بين أحد منهم من الشمال والجنوب
أجبتها يا حبيبتي بيروت لأنك جميلة جذابة لعوب
وكل من يراك يتعلق قلبه بك وعن هواك لا يتوب
ولأنك تملكين جمالا فتانا وجاذبية وبسمة طروب
ولديك استقبالا لا أجمل ومائدة من أطيب الطيوب
ولأنك البدر فوق الغصون والأنهار العذبة الصبوب
والسياح تأتي إليك من كل البلاد غريب وحبيب محبوب
يحبون روحك المرحة حتى في ساعات حزنك الغضوب
الحساد يغارون منك لأنك الأجمل وخالية من الكروب
تطاولت عليك أيادي الغدر والكراهية حتى كثرت الثقوب(2)
لا تحزني يا ست الدنيا مهما كانت العواصف شديدة الهبوب
تحتاجين لمسؤولين أوفياء لك لا لمصلحة إمتلاء الجيوب
جمالك سيبقى لأن سواقي حسنك الفتان ليس له نضوب
وحق من رفع السماوات وبسط الأرض سيعود الشروق بعد الغروب
(1) السهوب: الصحارى الواسعة
(2) الثقوب: الفجوات