بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 تشرين الثاني 2021 12:00ص خريف الروح

حجم الخط
السماء رمادية، حزينة تتقلّب ما بين القليل من الفرح والكثير من الحزن، انه الخريف يحرّضها على بداية انهمار دموع المطر على من هم تحت.

تحت.. تبدو الحياة في حركتها الإيقاعية، أناس تسعى في سبيل تحصيل رزقها والتخفيف من أثقال وأرزاء حملت على أكتافها دون ذنب.

رمادية السماء تعكس لونها عليهم وتتحوّل طائراً خرافياً يحوم فوق المدينة ماطراً ضباباً من قلق وتوجس وخوف، ذلك الخوف الذي لا يمنع الموت، لكنه يمنع الحياة.

قلق النهار وأرق الليل هما خريف الروح..

ربيع الروح يستقي من ينبوع الأمان..

وأمان الغد أبعد من أمان اليوم.

تلك هي الحكاية التي يحكيها طائر القلق الخرافي..

هل قدر هذه الشريحة من البشر الموجودة على هذه الشريحة من الأرض أن تبتلى بما ابتليت به؟؟!

ثلّة ضالّة حلّت جيوبها مكان ضمائرها.. أمسكت بالمقاليد وتمسّكت.. لم تعد ترى إلا الرقم وتحوّل الإنسان في نظرها إلى أعداد، مجرّد أعداد تستحلب على مدار الساعة عبر حاجات حياتها في مأكلها ومشربها وحركتها وحاجاتها.

استحلاب مستمر على مدار عقارب الوقت، ويكتشف بشر ما تحت السماء ان هذه الثلّة هي طائر القلق الخرافي الذي يحلّق فوق المدينة ويمطر ما يمطر..

تحوّل الطائر إلى تنين في بحرها يصول ويجول بانتظار (خضرٍ) ما يأتي من الغيب حاملاً رمحه وطاعناً في جوفه ومنقذاً من بقي حاملاً لخريف الروح..

بانتظاره تبقى كل المسالك وعرة، وكل الساعات قلقة، وكل السموات رمادية حزينة..

ولكن.. هل يأتي؟..

أم نحن بانتظار (غودو)؟؟!