بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 شباط 2024 12:00ص خطر الإعلام

حجم الخط
‎من القضايا التي تطرح تساؤلات وتُثير علامات استفهام، قضية الإعلام وكثرته على جميع الصعد المرئية: الأرضية والفضائية، والمسموعة، التي تطوّرت كما نلاحظ وازداد عددها الذي بلغ أرقاماً قياسية بالنسبة لبلد صغير مثل لبنان، لا تتعدّى مساحته بضعة آلاف من الكيلومترات، هذا الأمر أثار استغراب الكثير من المهتمين الذين يرون فيه ضرراً يطال شريحة اجتماعية واسعة إن لم نقل الأكثرية الساحقة التي فُرض عليها متابعة برامج مثيرة من حيث المضمون وهي تلقى نسبة مشاهدة عالية، لأن الجماهير باتت تجد فيها السلوى الوحيدة، بعد موجة الغلاء التي تركت أثراً سيئاً في دورة الحياة الطبيعية، هذا عدا الأزمات السياسية التي تبدأ ولا تنتهي، ولا بد أن نشير هنا إلى أن الفقر بات يطرق أبواب معظم طبقات المجتمع، وصار البقاء في سجن المنازل القاسم المشترك بين الأكثرية الساحقة، وخيارها الوحيد، وبات التنقّل بين الأقنية والإذاعات الأمر المتاح أمامها فقط للأسف الشديد... كما أننا نلاحظ أن كل جهة إعلامية تطرح أفكارها دون رقيب أو حسيب! وهذا الأمر يدعو الى الحيطة والحذر، لأن ترك الحبل على غاربه سيؤثّر حتماً على الذوق العام، ولن يكون مقبولاً من الآخر المختلف خاصة من الناحية السياسية التي ستزيد من حدّة الإنقسام والتناقض، ونحن نعاني منها ومن سادتها ما يكفينا.. كذلك من ناحية البرامج الاجتماعية الهابطة والسخيفة وما أكثرها، من حيث المعنى والمضمون، كما من المرفوض أن تسوّق عادات وتقاليد مجتمعات غريبة تثير الاشمئزاز... والجميع بات يعرفها خاصة بعد أن أصبح (أحدهم ) رئيس وزراء دولة أوروبية معروفة.. فعلاً كثرة الإعلام ليس بركة لأنه يُفرّق سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، فهل هناك من يقف أمام هذه الهجمة ويضع حدّاً لها؟ لأننا نلاحظ أن مجتمعنا مستهدف وهنا لا ننطلق من فراغ، بل الوقائع تؤكد ذلك بعدما اقتحم منازلنا، والسكوت جريمة لا تُغتفر ولن نسامح المهملين..