بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 آذار 2024 12:00ص زنتوت لـ«اللواء»: «علّمتُ نفسي بنفسي ورسالتي تهدف إبراز أهمية الطبيعة في الحياة اليومية»

أقامت معرضها الفني بعنوان «الهروب السريع»

حجم الخط
أقامت الفنانة الرسامة اللبنانية - الفرنسية، راوية غندور زنتوت، معرضها الفني الفردي بعنوان: الهروب السريع - Ephemeral Escape في المقر الثقافي لجمعية Rebirth Beirut في منطقة الجميزة في بيروت، على مدى 9 أيام، وتضمن 30 لوحة فنية زيتية، بحضور عدد من الشخصيات الثقافية، النقابية، التربوية، الفكرية، الفنية والإعلامية وجمهور من المهتمين.
في هذا السياق، تحدثت الفنانة زنتوت فقالت: «أعشق فن الرسم منذ نعومة أظافري، ولم أحظى بأي دعم من والديّ، من أجل هذا المسار الفني، بل نصحني الوالد بأن أنهي دراستي الجامعية، والعمل في الإختصاص الذي درسته. وتابعتُ شغفي لفن الرسم، أثناء دراستي إدارة الأعمال والتمويل، في جامعة موناكو الدولية، وتوجهتُ نحو إغناء موهبتي الفنية، فاشتغلت على ذاتي في مجال الرسم، لأصبح في نهاية المطاف، الرسامة التي علّمتُ نفسي بنفسي».
وأضافت: «حققت حلم طفولتي وشبابي، التي قضيتها في جنوب فرنسا، فكنت متأثرة جداً بالرسامين المنتمين إلى المدرسة التجريدية الإنطباعية، لناحية إعتماد طريقة رسمهم والألوان التي يتميّزون بها، والعودة إلى الطبيعة وجذورها، باعتماد الألوان الزاهية، التي تشير إلى الفرح والسرور والتفاؤل.
إن خسارة الطبيعة لمميزاتها وجمالاتها وألوانها في لبنان والعالم العربي عموماً، والعالم الغربي خصوصاً، يعود إلى طغيان المشاهد العمرانية فيها، وطمع الإنسان في تدمير كل ما يمتّ إليها بصلة، من جمال الجبال ورونق السهول وهواء البحار ونسيم الأنهر والمستنقعات والغابات وسواها، فالإنسان دمّر الطبيعة بأفعاله وأعماله وبأياديه، مما ألحق الأذى والضرر بها وبالإنسان بشكل متوازي.
إن اللوحات الـ 30 التي عرضتها في المعرض الأخير، الذي حمل عنوان: «الهروب السريع»، أردتُ من خلاله توجيه رسالة محددة تتعلق بإبراز أهمية الطبيعة، في حياة الإنسان، لأن خسارتها يعني الإنتهاء من جمال طبيعة لبنان».
وأكدت: «أنتمي إلى المدرسة التجريدي الإنطباعية، لكن أعبّر باعتماد طريقة خاصة بي، وأستعمل طبقات الألوان فوق بعضها البعض، لناحية أن تكون اللوحة أو الرسمة الفنية التي أرسمها، غنية بالعمق والأحاسيس والمشاعر المرهّفة، والتي أعبّر من خلال حركة الأيادي ومخيلتي الذاتية، في تجسيد هذا العمل الفني أو ذاك، مع التركيز على المواضيع البيئية والمناظر الجمالية الطبيعية».
وكشفت زنتوت: «لقد رسمتُ الكثير من اللوحات الفنية، التي جسّدت تظاهرات الربيع العربي، التي بدأت في العام 2011، وأشرتُ في اللوحات التي رسمتها إلى الثورات الشعبية التي حصلت في العالم العربي، قبل 13 عاماً، وفي لبنان في العام 2019، والهدف منها توجيه رسائل متعددة من خلال لوحاتي ورسوماتي الفنية، للأحزاب السياسية والطائفية في لبنان، بأن الشعب اللبناني يرفض الأوضاع الإقتصادية والمعيشية الصعبة، التي عانى منها، فانفجر بثورة شعبية عارمة عمّت لبنان كله.
رسمتُ لوحات فنية متعددة، تحاكي إنفجار مرفأ بيروت، الذي وقع في 4 آب 2020 وأدّى إلى إستشهاد أكثر من 220 شخصاً، وجرح أكثر من 7000 مواطن، وتضرّر 50 ألف وحدة سكنية، وبات 300 ألف شخص بلا مأوى، وقدّرت الخسائر المادية، ما بين 10 إلى 15 مليار دولار أميركي، فقمتُ بإبراز المشاهد الأليمة والمفجعة، التي رافقت هذا الإنفجار المدمّر، في المقابل أعطيت بعض الأمل للناس، من خلال رسم اللوحات الفنية التي أشرتُ فيها بأن عاصمة الوطن سوف تعود إلى سابق عهدها، فيعاد إعمارها من جديد.
في الفترة الأخيرة رسمتُ لوحات فنية متعددة، تحاكي العدوان الإسرائيلي المدمّر على قطاع غزة، والإبادة الإنسانية باستشهاد آلاف المواطنين والجرحى والدمار والتهجير والتشريد، الذي لحق بالشعب الفلسطيني، وأردتُ توجيه رسائل للمجتمع اللبناني والعربي والغربي، بدعوتهم ليعودوا إلى إنسانية الإنسان، وليعرفوا حقيقة معاناة الشعب الفلسطيني الذي هجّر من أرض أبائه وأجداده، منذ 76 عاماً».
وختمت: «إن جزءاً من العائدات المالية للمعرض، خصِّصت في دعم مبادرات Rebirth Beirut المستمرة مع التركيز على المشاريع الحيوية التي تهدف إلى تعزيز الواقع البيئي في العاصمة بيروت، والبنية التحتية لهذه المدينة، بما فيها إعادة تأهيل إشارات السير وإنارة الشوارع فيها».