بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 حزيران 2022 12:00ص سفر عبور!

حجم الخط
لما كان الإنسان قد جُبل من تراب، فوطني التعدّدي جدا، على رقعته الصغيرة، هو العالم بأسره، وكل البشر اخوتي... ليت مواطنينا يتبنّون جميعا هذا المبدأ المثالي!
لكي نتمكّن من تشييد جسور تلاقٍ متينة، ينبغي لنا أن نجمع ضفتي النهر وأن ننتمي إليهما في شيء من التساوي. فضلا عن ذلك - وهذا ما ينطوي على أعلى درجة من الصعوبة - هناك رسالة لسفر العبور ذاك التي تتيح لكل معني أو غير معني أن يعبره للانتقال الى الجهة الثانية وليس الأمر مريحاً. في فن الصياغة نحتاج أحيانا الى تذويب المعادن للحصول على عيار نريده من الذهب. والوسيلة هي النار. أما المجتمعات فبعضها أقرب الى الانصهار - الذي ليس انصهارا بحصر المعنى - وبعض فيه تمايز أشدّ بسبب من لون البشرة أو الجمال أو التاريخ أو اللغة.
الفروق طبيعية شرعية تكاملية ما لم تبلغ حد التنافر. التعدد مصدر جمال وإبداع وإعمال فكر وإرادة. أما من الوجهة الدينية فالتسامح والمحبة هما جسر العبور الى مزيد من التضامن والتناغم والازدهار. كل الشعوب عرفت الحرب الدينية، والحرب الدينية راقدة يركن إليها أمراء الحروب أحيانا كثيرة لأسباب غير دينية. العنف والإرهاب يربضان أبدا في طيّات الدين الذي قد يتأجج في الطهر أو في البغضاء.
لا يستقيم عيشنا الذي هو سفر عبور الى الخلاص، على أساس إيمان مشترك وبأولى حجة على أساس دين واحد. ننعزل عن إيمان الآخر أو دينه أحيانا ولا ننعزل عن الآخر بنفسه.