بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 نيسان 2022 12:00ص صياغات فنية تُثير الجدليات في أعمال الفنان عامر أيوب

حجم الخط
يستفيض الفنان «عامر أيوب» (Aamer Ayoube) ويتعمق بالمفاهيم الجمالية والفلسفية التي تتضمن قبسات من رؤية دينية تميل إلى إظهار ما هو مشخّص بوعي وإدراك وجودي، وبصياغات فنية تثير الكثير من الجدليات، بتنوّع تعبيري ذي فوائد بصرية تتمثل بإظهار التحديات، مع القدرة على تطوير التغيّرات الحركية للمعاني الداخلية في تصورات يشحنها بتمايزات تعددية للعلاقات المختلفة، والمرتبطة بما هو مقدس، وبشكل إيجابي لتحقيق الخلاص من كل ما هو دنيوي، والارتفاع بقيمة اللون نحو ما هو سماوي وشفاف، ينبثق عنه إظهار الأخلاقيات التي يستعير منها سرديات الألوان المختلفة، لتصوير الماضي التاريخي لقصة السيد المسيح والحاضر، وكذك المستقبل وبمعالجات رؤيوية لعقائد لاهوتية ذات طبيعة فنية تشكيلية، لتمجيد التصورات ووضعها ضمن المتخيّل عن واقع لم تنسلخ عنه ريشته، بل سعى من خلالها لترجمة حواسه وفق العديد من النقاط التي انطلق منها جوهريا، وفق اختلافات التدرجات اللونية والمقامات الضوئية، وبأسلوب مبتكر في المزج والدمج والتدرج بعيداً عن الانحسار الموضوعي في ما يتعلق بالمواضيع اللاهوتية التي يعتمد عليها الفنان «عامر أيوب» لعكس السلوكيات النبيلة في اتجاهاتها الإنسانية، ليعيد الى الأرض قوة المحبة مجازيا من خلال رسومات ذات خصائص حيوية، وسمات تهدف الى خلق رمزية دينية لمعتقدات نورانية تمثل تحقيق السعادة في النفس. فمؤثرات الألوان في أعمال الفنان «عامر أيوب» تلعب دورا مهما بصريا في التمثيل الروحاني، وكل ما هو ملغز في الأساطير أو الحكايات أو كل ما هو كوني بجميع خصائصه الجمالية والاسلوبية والمضمونية، وضمن الفكرة الأيقونية في الرسم التشكيلي المتحرر بأبعاده من الفن الأيقوني والمرتبط به من حيث الجوهر. فهل يترجم الفنان «عامر أيوب» رحلة السيد المسيح على الأرض من خلال المسامحة والمحبة والسعي لخدمة الإنسان على الأرض؟

بعيداً عن الأنظمة الفنية في الرسم النوراني بمعنى التمايز وانبثاق الخلاص والفداء، والأخلاقيات والايماءات في نقل المفاهيم التوراتية، وتمثيل الأفكار والأحداث على صعيد عالمي، لنقل الرسالة بصرياُ من خلال الحركة والضوء والخط والشكل، والأهم من كل ذلك ليحمل اللون رسالة الشفافية والجمال والمحبة للناس أو للإنسان على الأرض التي ارتفع عنها السيد المسيح، لتكون بمثابة لوحة البقاء، وبعقلانية تتخذ من الديانات عدة جوانب حقيقية لها، فيما يتعلق بالأهمية الرمزية للحقائق الدينية الشرقية في أغلبها، لتكوينات اتسعت وأخرى قام بتعميقها بالتلاعب بالفواتح والغوامق، لمنح اللون هيبة تعزيزات لعلاقات بين ما هو إلهي، وما هو إنساني، وفق البُعد الروحي للون الأزرق والأبيض، وبتماسك يكشف عن قيمة دلالات الألوان في العلو والرفعة، بل وملائكية الايماءات المتمثلة بشفافية الألوان التي يستخدمها «عامر أيوب» وفق مقدرته المختزنة من ثقافات متنوعة تأثّر بها، ومنحها للوحاته الغنية بالتنوعات والعلاقات البصرية المتباينة برموزها الدينية، والأخرى الاثيرية من حيث الترفّع عن المادة والخروج من العالم المادي للآخر الروحاني بفروقات تختزن ما هو بارد من الألوان، ليبقي على بهجة المعنى، لتحقيق الأهمية التقنية للرموز الجزئية التي تشير الى الكثير من الأبعاد. فالوظائف الفنية في العناصر التشكيلية توحي بقوة التمثيل الفني بصريا من حيث الأبعاد والروحانية وبربط يستنهض من خلاله القيم الإنسانية التي تخدم الرسالات الإلهية كالمحبة والخلاص والفداء والتسامح، وخدمة الإنسان لأخيه الإنسان، وبالتالي الخروج من بوتقة الأيقونية وصرامتها والدخول باللوحة الفنية التشكيلية، ومعاني ألوانها الصوفية التي تنقل الإنسان من أرض الواقع المادي الى أرض المتخيّل اللوني للتحليق نحو الجمال اللامتناهي بشاعرية هي رسالة يحملها الإنسان بنبل ومحبة وجمال نابع من الجمال الروحاني الحقيقي.