ما اجملك فقد عدت إليك يا حبيبتي والعود أحمد
فببعادي عنك يا ست الدنيا يا بيروت لم أعد أسعد
مع كل صعوبات العيش فيك ما زلت عشقي الأوحد
تتلألأ الشمس على بحرك كقطع الجواهر النادرة
ويسطع القمر وينير سماءك كحبّات الماس الفاخرة
انتظرت طويلاً وكنت أحلم كل يوم بزيارة عاصمة النور
باريس جميلة جذابة رائعة وكل ما فيها يدعو للسرور
ولكنني مللتها بسرعة وأردت العودة لأحضنك بكل حبور
عاصمتي أخطّ إليك رسالتي يا عروستي وأنا في طائرتي
أعدّ الساعات والدقائق والثواني لأصل إليك يا مدينتي
يا وطني يا كل انتمائي يا بستان ورودي قاوم لأجل كل إنسان
أحبك وتحمل الخوف والمشقات القوية لأنه يؤمن بلبنان
يحلم وهو بعيد بشواطئك وجبالك وسهولك وأرزك والسنديان
نعم يَعُم السرور فؤادي مع كل ما نعيشه من كبت وظلم وبهتان
أرجوكم أعيدوا إلينا فرحة الانتماء والكرامة والاطمئنان
دعونا نعيش بسلام ولا نفكر بالهجرة لأننا نحيا دون أمان
فتاريخ مدينتي تغلّب عبر القرون والسنوات على كل الصعوبات
فلا تخذلينني الآن يا حبيبتي وازرعي في أرواحنا الفرح بدل الآهات
مع كل ما نمرّ به من الجحيم تربّع حبك على عرش فؤادي
وما عادت باريس تجذب حبي فأنت روحي وروعة ودادي
وها أنا الآن أحلّق في سمائك وأحلم بأريج عطرك وهوائك
فمهما كان فأنت كنت وستظلين فرحتي وفخري وأنا أتوق للقائك