بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 حزيران 2023 12:00ص عن النشاطات الثقافية مرة أخرى

حجم الخط
مقالتي التي نُشرت الاسبوع الماضي في هذه الصفحة بعنوان (نشاطات ثقافية أم ماذا؟؟) أحدثت ردّات فعل متباينة معظمها أو أكثريتها الساحقة لما ورد على وسائل التواصل ومن خلال الاتصالات مؤيدة لما ورد في المقالة وهناك من اعترض ان بالاتصال (المجهول) المباشر أو من خلال الأحاديث على بعض ما ورد كاستعمال الحافلات لحشد حضور المناسبات معتبراً ان ذلك من قبيل تسهيل الأمور على من يرغب بالحضور وأيضاً أننا أهملنا ناحية مهمة بأن هذه المناسبات تفتح المجال أمام البراعم المبدعة للخروج إلى النور ودعمها لتأخذ حقها.
كل هذا وجهات نظر قابلة للنقاش المفتوح دون حدود.
ولكن يهمّنا إبراز بعض التوضيح حول ما ورد في المقالة..
أولاً لم يكن القصد تحديد جهة أو شخص بالذات وإنما المقصود حالة عامة تشمل الساحة الثقافية برمّتها وإذا كان من أحد أعتقد أنه المقصود بذلك فإنما يكون ذلك من قبيل (وخز الابرة تحت الابط)..
فليس عندنا ثأر شخصي على أحد أو نوايا مبيّتة للنيل منه..
ولم نعتد في هذا المنبر وخلال عقود من الزمن أن نقوم بمسّ ما هو شخصي. ولكن الانهيار العام الذي يعمُّ البلد ووصل بالتالي إلى الوسط الثقافي ربما لنقص مناعته وأسباب أخرى يستدعي الوقوف في محاولة للوصول إلى انهيار أقل، ولذلك ليست مشكلة التصدي لظواهر لا علاقة لها بالعمل الثقافي، والثقافة ليست سوقاً استهلاكية يمكن استغلالها.
أما من ناحية دعم البراعم الناشئة فليس حشرها في مجموعات ودفعها إلى المنابر والكاميرات وتحميلها ما لا تحمل، هو دعم لها بل ربما قد يكون العكس فالنفخ فيها يزرع حقداً يرافقها حتى نهاية العمر.
ومن ناحية أخرى فالشاعر لا يُصنع..
الشاعر هو الشاعر وإذا كان هناك من يعلي بنيانه فهو الذي يعليه من خلال العمل على نفسه وتنمية القدرات الكامنه فيه.
فهل نُقل كبار شعراء الأمس واليوم في الحافلات؟؟..
أم هل دارت حولهم الكاميرات وهم في أول مشوارهم؟؟..
الحالة الشعرية هي في أقصى الحاجة إلى غربال دقيق لمعرفة الجيد من الزؤان.
ولكن السؤال هنا..
هل القيّمين على هذه النشاطات هل يعرفون (الغربال) وكيف يعمل؟... وهل مرّوا هم على غربال ما؟؟..
قد يبدو هذا الكلام قاسياً إلى حد ما ولكنه ضروري لأن ما يجري بحاجة إلى جراحة ولا جراحة دون مبضع.
التصفيق لمن لا يستحق جنحة ثقافية..
إبراز من لا يستحق على المنابر جُرم ثقافي.