بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 شباط 2024 12:00ص فلسطين الأخطل الصغير

حجم الخط
الأخطل الصغير هو بشارة الخوري، وقد عُرف بالأخطل الصغير منذ وقّع بهذا اللقب قصيدته «أيا هند لوتَرينْ» وذلك تيمّناً بالأفضل الكبير المشاعر الأموي الشهيد.. كتب الأخطل في مختلف المواضيع الشعرية، فلاقت قصائده تقبلاً ثقافياً وجماهيدياً في كل أرجاء وطننا العربي الكبير، وليس أدلّ على ذلك سوى شهرة ديوانه «الهوى والشباب» وقصيدتي «فلسطين وعيد الجهاد»، ونشيده «نحن الشباب». قال عنه الدكتور طه حسين: «إني أحبه كثيراً وهو ينتمي إلى مدرسة خليل مطران وحافظ ابراهيم وأحمد شوقي، وأرى أن فكرة تسميته بالأخطل غير خاطئة لأنه يذكرني بالأخضل الكبير وعصره» كما نوّه الشاعر خليل مطران بشاعرية الأخطل الصغير بقوله: «إن لبنان صغير بمحيطه ولكنه كبير جداً بشأنه ومقامه ولا شك أن الاستاذ بشارة الخوري هو سيد شعراء العرب»... ومن الواضح إن الأخطل الصغير استوعب وفهم بذكائه الألمعي مخاطر الحركة الصهيونية وأهدافها، ليس في احتلال فلسطين فقط بل والسيطرة على كامل المنطقة العربية، وعرف إن العداء التاريخي بين الصهيونية وبين المسيحية من وصل الى ذروته، حين اغتصب الصهاينة فلسطين وأقاموا فوق أرضها كيانهم العنصري، ولم يكن الأخطل بحاجة الى من يوضح له أهداف العدو في الوطن المحتل وفي الوطن العربي، شعر بكل هذا باحساسه ومشاعره فرشى فلسطين في قصيدة «القبلات».
فلسطين أفديك من دمعة/ تهادت على بسمة حائرة 
فلسطين يا هيكل الذكريات/ على جبهة الأعصر الغابرة
فلسطين يا حلم الأنبياء/ ويا درة الأنفس الشاعرة
ولكن الغضب يستبدّ به بعد هذه الوقفة الحزينة، فيطلق بعدها كلمات من نار متحدياً الاستعمار الإنجليزي الذي وعد اليهود بفلسطين، فأنشد بحماسة قومية صادقة قصيدة: «وردة من دمانا»:
سائل العلياء عنا والزمانا/ هل خفرنا ذمة مذ عر فانا
المرؤات التي عاشت بنا/ لم تزل تجري سعيراً في دمانا
شرف للموت ان نطعمه/ أنفساً جبارة تأبى الهوانا
شرف باهت فلسطين به/ وبنا للمعالي لا يدانى
نحن يا أخت على العهد الذي/ قد رضعناه في المهد للانا
ومما لا شك فيه إن قصائده القومية عودة الى الذات العربية
الحقيقية، الذات الحضارية.. إنه ببساطة فهم أن الأصالة تعني الإنسان فكان همه الأول والأخير.