بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 تموز 2023 12:00ص في ذكرى ثورة ٢٣ يوليو.. لنتذكّر أناشيدها وأغانيها الحماسية

حجم الخط
تحتفل مصر والأمة العربية، بذكرى ثورة 23 يوليو، التي كانت نقطة بداية لمرحلة جديدة من الأغاني الوطنية بشكل عام، خاصة الأغاني التي خرجت لمخاطبة الزعيم جمال عبد الناصر، الذي شهد عهده أقوى الأصوات، التي سجلت جميعها بصمات واضحة على فترة حكم الزعيم الراحل.
والأغاني الوطنية والحماسية لعبت دوراً لا يقلّ أهمية عن خطط الحرب، ووقفت بجانب الزعيم في القرارات الصعبة، ثم توقفت تماماً بعد وفاته، وعادت للظهور مرة أخرى بعد حرب أكتوبر التي أشعلت أغاني الرؤساء مرة أخرى لبطل الحرب والسلام...
فبالرغم مرور 70 عاماً على ثورة يوليو التي قام بها الضباط الأحرار إلّا أن الأغاني والأناشيد والقصائد التي غُنيت لها وفي أعيادها لا زال يتغنّى بها الكثيرون، ولا زالت تجسّد لثورة عظيمة تكاتف فيها الشعب بجانب الضباط الأحرار لدخول عهد جديد في تاريخ مصر...
****
• أول أغنية لليلى مراد:
«على الإله القوي الاعتماد»، هي أول أغنية ظهرت لثورة يوليو، وغنّتها الفنانة الكبيرة ليلى مراد، بعد أيام قليلة من إعلان الثورة المصرية، وكتب كلماتها الشاعر جليل البنداري، ولحنها الموسيقار الكبير منير مراد.
****
• عبد الحليم «مطرب الثورة»:
كان العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في مقدمة المطربين الذين تغنّوا بالثورة، بعد أن قدّم العندليب 67 أغنية وطنية عن إنجازات الثورة والسلطة والفرح بالنصر والهزيمة فلقّبه المصريين بـ «مطرب الثورة»، حيث كان يحرص على إصدار أغنية جديدة في كل عيد للثورة مع فريقه المبدع المكوّن من صلاح جاهين وعبد الرحمن الأبنودي وكمال الطويل، الذين ألّفوا ولحّنوا أغلب الأغاني الوطنية.
ومن أشهر أغانيه أغنية «ناصر يا حرية»، وأغنية «إحنا الشعب» التي غنّاها بعد إختيار عبد الناصر رئيسا للبلاد، وأغنية «يا جمال يا حبيب الملايين»، وأغنية «حكاية شعب» التي غنّاها عند وضع حجر الأساس لبناء السد العالي عام 1960.
«إحنا الشعب»، أول أغنية يغنيها عبد الحليم حافظ للرئيس عبد الناصر بعد إختياره شعبيا لرئاسة الجمهورية، وكانت الأغنية هي بداية سلسلة من الأغاني التي أهداها حليم لناصر في كل عيد للثورة.
في عام 1956 أثناء العدوان الثلاثى، ظهر نشيد «الله أكبر فوق كيد المعتدي» والذي لحنه محمود الشريف وكتبه الشاعر عبدالله شمس الدين، فأصبح شعاراً ناجحاً وقتها.
«حكاية شعب» عام 1960، وهي الأغنية التي سرد فيها عبد الحليم قصة بناء السد العالي، ووجَّه فيها رسالة مباشرة لعبد الناصر قائلاً: «ضربة كانت من معلم خلّت الاستعمار يسلّم».
ومن أشهر أغاني حليم: «مطالب شعب»، وهي الأغنية التي وضع فيها أحمد شفيق كامل مجموعة من المطالب التي غنّاها العندليب في عيد الثورة العاشر عام 1962، و«صورة» أشهر أغاني عبد الحليم حافظ للزعيم، وغنّاها في عيد 1966، من كلمات صلاح جاهين وألحان كمال الطويل، وكذلك «حبيب الملايين» بعد الوحدة بين مصر وسوريا، إضافة إلى «بستان الاشتراكية»، وأغنية «المسؤولية» وهي الأغاني التي استقبلت تأسيس الاتحاد الاشتراكي في مطلع الستينيات. أما «ناصر يا حرية»، غنّاها العندليب لإقناع الزعيم بالتراجع عن قرار التنحي.
****
• تنافس بين أم كلثوم وعبد الحليم:
تنافست كوكب الشرق أم كلثوم دائماً مع عبد الحليم حافظ على حب جمال عبد الناصر وأكبر دليل على ذلك الخلاف الذي حدث بينهما خلال مشاركتهما بإحدى الحفلات المقامة تخليداً لذكرى ثورة يوليو بحضور الرئيس جمال عبد الناصر.
بدأت كوكب الشرق أغانيها لعبد الناصر بأغنية «والله زمان يا سلاحي» عام 1956 أثناء حرب السويس، وقرر بعدها الرئيس الراحل تحويلها إلى النشيد الوطني لمصر، حتى غيّرها السادات إلى «بلادي بلادي» عام 1979.
كما قدمت أغاني «بعد الصبر ما طال»، و«يا جمال يا مثال الوطنية»، و«حبيب الشعب» لمطالبة جمال عبد الناصر بالتراجع عن قرار التنحي.
كما كانت كوكب الشرق هي آخر من غنّى لجمال عبد الناصر، بعد وفاته مباشرة، في «رثاء» عام 1970.
وتعرّضت أم كلثوم لمنع إذاعة أغانيها، فظنّ الكثيرون أن أم كلثوم ستموت فنيا وتتوارى بعد الثورة لأنها غنّت للملك وأسرته، وهي لم تكن أغنية واحدة بل غنّت أغاني كثيرة منها (أغنية في عيد ميلاد الملك 11 فبراير 1937، وأغنية «ارفعي يا مصر أعلام السرور» بمناسبة زواج الملك، وأغنية «ويا بدر لما جبينك لاح» في ذكرى زواج الملك، كما غنّت «لاح نور الفجر» بمناسبة عيد جلوس الملك).
وبالفعل حدثت محاولات لإدراج اسم أم كلثوم كواحدة من فلول النظام الملكي بلغة السياسة الآن، وتم منع إذاعة أغانيها من الإذاعة نهائيا، وطردها من منصب (نقيبة الموسيقيين) باعتبارها مطربة العهد البائد، وهو قرار فردي تم إتخاذه من قبل الضابط المشرف على الإذاعة.
ووصل الأمر إلى جمال عبد الناصر، وألغى هذا القرار.