بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 تشرين الثاني 2023 12:00ص قدر النّخبة

حجم الخط
لا شك إن الاختلاف بين الناس، سنّة من سنن الحياة، لذا لا تتعطّل لغة الحوار بينهم كلما تعلق الأمر بموضوع حيوي يخصّ شريحة واسعة من المجتمع هذا الأمر يُسعدنا ويسعد كل مؤمن بالحق وبالحرية، لأنها تريد أن يكون لها مكاناً تحت شمس من يتصدّون للجهل والتعصب والتخلف.. كما يثير اهتمام المراقبين التقييم الذي تقوم به النّخبة من الكتّاب والمفكّرين حول الواقع الثقافي السائد وتشخيصهم لما تعاني منه الثقافة والمثقفون عامة .. والحديث عن الثقافة في هذه الأيام أهم وأرقى من كل أحاديث الآخرين المنغمسين في قضايا هامشية لا جدوى ولا أهمية لها.. والحديث عنها يشبه نسائم ربيعية تسلّلت إلى أيامنا رغم أنف القيظ الذي لا يُحتمل، والجميع ينظر بعين الإحترام والتقدير الى دور الثقافة والمثقفين الحقيقيين، أما الذين ارتضوا أن يتحولوا الى مجرّد كتبة أو موظفين عند فلان أو علاّن من الناس فهم أحرار في اختيارهم وهو ليس جديداً وليس إبن عصرنا الحاضر، بل إنه يعود في أصوله إلى زمن بعيد جداً، كانت أولى إرهاصاته تلك الصفات التي أُطلقت مثل «شاعر القبيلة» وهو المدافع عنها والمتصدي لكل فى يحاول النيل منها.. ومن ثم حين عرفت مع تقدم الزمن والتطور السياسي والاجتماعي بـ«شاعر البلاط» الى ما هنالك من ألقاب تزخر بها الكتب.. ومما لا شك فيه أنها ظاهرة إنسانية ستستمر ما استمرت الحياة الأدبية والفنية والفكرية.. ولكن حين نعدّ ونحصي فإن الذي يبقى في الذاكرة هذا المبدع الذي التصق بناسه وأرضه، فكتب شعرا ونثراً وفلسفة، كما رسم لوحة ونحت تمثالاً وأطلق لحناً وكان صورة عكست ماجرى في زمنه وبيئته، كما أنه رفض أن يكون مجرد مرآة، بل ناضل وكافح وتصدى للظلم والظالمين والطغاة، كما أنه نفسه تعرّض للنقد، ومثالنا على ذلك المتنبي، كما اعتبر البعض مدرسة بيكاسو ودالي بأنها الإستثناء وليس القاعدة، وهذا الكلام ينطبق على بعض شعراء الحداثة في زمننا الحاضر...