بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 تموز 2022 12:00ص قرّبت

حجم الخط
وقف الشاب أمام بائع الأعلام الذي سأله عمّا يريد..
- أعطني أكبر علم عندك.. قال.
- هذا.. أشار البائع إلى علم يغطي جداراً..
- هذا أكبر علم عندك؟
- أجل.. أجاب البائع.
- أريد علماً بالطول، قال الشاب.. أريد أن أنزله من سطح المبنى حيث أقيم حتى الأرض.. يعني سبعة طوابق..
- إلى هذه الدرجة تحب ألمانيا؟
- ليس المقصود محبة ألمانيا بل نكاية بجارنا الذي أنزل علم فرنسا من سطح الطابق الخامس..
في المنزل علمت الجدّة بمسعاه وبحركة الأعلام وأصوات المفرقعات.. فسألت عمّا يجري..
أجاب الحفيد: انه المونديال..
- عبد العال؟!.. ما به.. قالت.
- المونديال يا جدتي.. المونديال..
واقتصر الأمر بعض الشرح بصوت عالٍ.
- هلق فهمت .. قالت الجدة.. أنت تتحدث عن الطابة المنفوخة وكلهم يركضون خلفها..
- بالضبط.. قال الحفيد.
- ايه.. الله يسهّل.. قالت.
غداً ترفرف أعلام الدول من شرق الكوكب وغربه وتحتدم الحماسة لهذا الفريق أو ذاك وتنسى الناس الواقع المرّ الذي تعيشه.. وكأن المونديال جاء في وقت حشرة السلطة العاجرة عن تأمين أبسط قواعد العيش من كهرباء وماء ودواء وغذاء.. إلخ.. جاء المونديال كخشبة خلاص..
ولكن يبقى رب الأسرة الساعي من أجل تأمين قوت عياله جادّاً في مسعاه غير مكترث مما يجري في الملاعب وغير آبه لرفرفة الأعلام الملونة..
هي الدنيا..
لكل همّه.. خفّف الله من همومنا.