11 تشرين الأول 2023 12:00ص قناديل الأرياف

حجم الخط
لا أدري من أطلق تصنيف «مثقّفو الأرياف» على كوكبة من الأدباء والمبدعين الذين يعيشون في الأرياف، لكن كل الذي نعرفه، إن معركة نشبت على صفحات المجلات الثقافية في مصر بين أدباء المدن وأدباء الأرياف الذين اتهموا أدباء المدن بإهمالهم وعدم إهتمام مجلات المدن الأدبية والثقافية بنتاجهم.. ومع احترامنا للخصوصية، إلّا إن الواقع الجغرافي لم تعد له الأهمية المطلقة إثر إنفلاش معظم القرى واتصالها بالمدن, بعد شقّ الطرقات التي قرّبت المسافات وحوّلت بعضها للأسف إلى أشباه مدن، فأفقدتها تلك الميزة الجميلة، ومع هذا لا يمكن إنكار أهمية المكان في حياة الناس من حيث عاداتهم وتقاليدهم ولا يمكن إنكار مساهمة مجموعة من المبدعين في النهضة الثقافية والأدبية والفكرية من أهل الأرياف وهم كثر ومثالنا على ذلك إلياس أبو شبكة و ميخائيل نعيمة وخليل تقي الدين وفؤاد سليمان.. ومما لا شك فيه إن معظم المبدعين الذين نزحوا إلى المدن قد ساهموا في تطوّر الحركة الثقافية والأدبية، عبر الروابط والمنتديات التي ما تزال تقوم بنشاطات متنوعة بعد تصميمها على الإنطلاق والخروج من قمقم المكان الى دنيا الله الواسعة..
وهنا نرى أنه فى الضروري والواجب أن تلعب وزارة الثقافة دورها الريادي فتشّجع النشاطات الأدبية والإبداعية في القرى البعيدة والمهملة، عبر تقديم المساندة والمساعدة والمساهمة في إخراج نتاجاتها المتنوعة الى النور، وهكذا تشارك عملياً في اكتشاف قناديل بحاجة ماسّة الى مدّ يد العون إليها، وإلقاء الضوء على إبداعها، ومن المعروف مد يد إن هذه الأرياف ولّادة ويحق للمغمورين من أبنائها الإهتمام بهم ورفض اعتكافهم وابتعادهم عن لعب أدوارهم في العطاء، وإضاعتهم في خسارة لا تعوّض، لأن الحرمان يولّد اليأس، والخسارة هنا تشمل الجميع دون استثناء.. أما الذين هاجروا فقد كشفوا سيئات إهمالهم على جميع الصعد، وآخر انجازاتهم الرائعة، المركز الذي تبوأه الروائي أمين معلوف في فرنسا...