بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 أيلول 2023 12:00ص ليلى عسيران... لم تغب عن البال أرقب تحوّلك الطيفي (إلى روح الصديقة ليلى عسيران)

حجم الخط
تغريك الدهشة. تقفزين إلى الماء الساكن، ينغرز أحد أظافرك في بؤبؤ عين سمكة مكتئبة، تفخرين بالأخرى، ويلسعك ذيلها.
يتطاير ألمك من أخمصك وتغدين نتفة من بركان. أرى الألم يرتفع بك إلى مضافات مجهولة. تلتقطين نيازك مجمّرة، تصرّين على برودتها، وتحنقين على أسماك العالم.
أسمع ابتهالك خافتاً كالهسيس، وفي غمرة انشداهي يغمرني حفيف جناحيك بفرح الحزن. وأجد التهجد ينبع من جوارحي مثل ألمك الأزرق.
ترشقينني بنيزك تصرّين على أنه بارد، ازدرده بمتعة صوت شبق، وأغرس في مسامك جذر ياسمينة، وأرقب تحوّلك الطيفي إلى غربة الاختناق. 
تكتشفين الجدب في أوحال المجرات الرمادية..
تقطر عيناك ندى يتبعثر قبل النهك..
وهناك تظهر تفاهة كل شيء..
ذات ضحى همس بعض أسود تاجك. ينوء بإرزاء ضحالة كهوف ميتة، يئنّ من أصفاد التبن المصقول. يستغيث من ديجور حلّك المكعبات. يسأل: أين الشمس؟ هل من شمس؟
ها أنت الآن على مشارف أهدابها. وذاك البعض من أسود تاجك..
ما زال يهمس سائلاً..
الكون يرزح تحت ثقل ما..
وسيدة الرحيل المزمن انصهرت في صقع قطبي تقول إنه محرق.
غداً تحضر سيدة الرحيل المزمن، والحضور الراحل، فمساكب حبقها اعتادت بحّة الحنين، اعتادت حتى شروق صمت أضاع المغيب في بحيرات السكون الليلية.
عناكب الجدران العتيقة تمضغ حسدها من ذباب يهوم على جراح النسور.
إنك تعالجين تلك الورقة المتسمّرة من كتاب الحياة.. إن تمزّقت فليس من خسارة.. وإن نجحت فتلك هي البهجة.
ولكن! هذا العبق؟! وكيف تلين معاشقة صوان قمم جافة؟..
على حافة الجرف، على حافة الجرف، إما الطيران وإما المتعة.
إلى لونك تساق الخراف الجافة، في أرض البحث عن قربان، وكثرة المذابح الهازئة من بياض رخامها. والشقائق النامية على شقوق الوحدة وسهوب الجليد.
آه، ما أجملك هناك، حيث يبتلع بارد الهواء كل ساخن حتى الدمع.