بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 أيلول 2020 12:00ص محمد بركات «تيار الخير المتدفّق من دون توقف»

محمد بركات محمد بركات
حجم الخط
قال الرئيس تقي الدين الصلح عن الدكتور محمد خالد ابن المفتي الأكبر الشيخ محمد توفيق خالد بأنه «الخير يمشي على قدمين» نظرا لما أقام من مؤسسات الرعاية الاجتماعية، ونقول نحن اليوم عن الإنسان المعجزة محمد بركات بانه «تيار الخير المتدفّق بدون توقف».

منذ أيام صدر له كتاب بعنوان «سنوات التحدي» عبارة عن خلاصة موجزة عن أعماله خلال فترة نشاطه بمؤسسات الرعاية الاجتماعية - دار الأيتام الإسلامية التي دامت (51) سنة ونيّف، أرسى خلالها قواعد للعمل الاجتماعي غير مسبوقة لا في لبنان ولا في بلاد العرب والعالم، ملتزماً بالتحدي حتى النهاية في كل مناحي الحياة الرعائية، فنقل العمل الرعائي من «المسكنة» الى «الأنسنة»، باعتماده «مبدأ الإسعاد» واستبعاد أجواء البؤس والحزن، ففي ولايته أصبح اليتيم صاحب امتداد لا صاحب حضور متقوقع، وأدخل التغذية الشاملة بدل المجتزأة للأطفال، وأطلق سياسة الأبواب والسجلات المفتوحة للداعمين، وابتدع وسائط إعلامية أصبحت معتمدة ومقلّدة على الأقل في الوطن العربي، وربح التحدي في البناء على أساس توزع الاختصاصات المطلوبة وفق رؤيته الحضارية، مطلقاً «ثقافة الخير» ووضع قواعد كيفية تحول مؤسسات الخير لتمتلك «قوة الخير» التي تعطي النجاح والاستمرار، وأعطى من خبرته وتجربته لمعاونيه والعاملين معه في الخدمة الاجتماعية معنى ومضمون «الخادم الاجتماعي» وهو المؤمن بدور المرأة في النهوض والتقدّم.

هذا العقل الخدمي الاجتماعي زرع هذه المبادئ وسواها لتبقى راسخة ويعبّر عنها حاضراً ومستقبلاً العاملون في الخدمة كي تبقى المؤسسات مستمرة في أدائها أبد الدهر، إذا ما أدرك القيّمون عليها، وعملوا وفق القواعد التي إرساها هذا الإنسان الفذ الذي كان في عمله قائداً وليس مديراً فحسب بل يعطي الآخرين ليكبروا معه، ويتحمّل مسؤولية فشل الآخرين بكل جرأة، متمسّك بالمبادئ والأساسيات دون الفرعي والجانبي والهامشي، صنع الإمكانات بكل شجاعة وحكمة، ففهم القيادة جسّد بروح وقلب وعقل، وطيلة سنوات التحدي، لم يعترف إلا بالقدرات، فكان فعلياً يوحي للعاملين معه ما يجب عمله وما يقتضي تركه، ديمقراطي مؤمن بالشورى، فهو من دعاة الاستشارة والتشاور، ومن هنا جاء النجاح فكانت النتيجة مثمرة ومشهودة.

محمد بركات منحه الله نوراً، فأحبه الناس، لإعجابهم في إيمانه بان سعادة الناس لن تأخذ من سعادته، انه قائد الأنقياء الذين ملأوا حقول العمل الاجتماعي سنابل من ذهب.

أطال الله بعمرك أيها المثل والمثال والصديق والرفيق العروبي منذ الستينات.

وأنتم أيها العاملون في الخدمات الاجتماعية في لبنان وفي أي بلدٍ كنتم، ان بوصلتكم هي «تيار الخير لمحمد بركات الذي سيبقى متدفقاً بدون توقف» أبد الدهر.



* الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب