بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 أيلول 2018 12:24ص معرض الفنانة غنوى رضوان تقاسيم لونية وتموُّجات إيقاعية

حجم الخط
تستكين الالوان في اعمال الفنانة «غنوى رضوان»(Ghinwa Radwan)  دون ان تختل حركة الخطوط الوهمية او الايحائية  التي تؤدي الى تقاسيم  لونية تخضع لتموجات ايقاعية راسخة في نسيج اللوحة القادرة على محاكاة   العناصر الرئيسية المحبوكة في سماكة تنشأ عن التأكيد على فروقات الالوان او تدرجاتها او اسس تكوينها، وبعفوية تتآلف مع التقنية التي تشدد عليها وتجعل منها صنعة فنية تشكيلية تميل الى الكشف عن قيمة اللون،  والاستشفاف الضوئي او التحسس الضوئي الذي يمنح كل لون درجة معاكسة تنصهر مع الدرجات الاخرى حتى ليظن المتأمل للوحاتها انها كتلة لونية تلاحمت مع الكتل الاخرى. فانتجت تعبيرات شاعرية ثنائية الابعاد دون اي تنويع عشوائي، وان تميزت ريشتها بالعفوية. الا انها تتوافق مع المخزون الفني. 
تتميز لوحات الفنانة «غنوى رضوان»  بالموضوعية والمدركات البصرية الحسية القادرة على جذب البصر واستفزازه. لالتقاط الايحاءات ببساطة تعتمد على الخيال،  وبشكل مجازي مع المسحات اللونية المفتوحة على مناخات جمالية غنية بالعاطفة والانفعالات المتدفقة بسكناتها وحركاتها ونسيجها الخاص. اذ تقترن الخطوط اللونية بمداد ضوئي تستدرجه سماكة اللون او التمازج بين الفواتح والغوامق،  وبحرص شديد على التجليات اللونية والايماءات غير المرئية في مساحات معينة تتركها بين الظل والضوء، وبسطوع يبرز التكوين ككائن لوني مستقل في مساحة هي كناية عن مرايا داخلية تعكس جماليتها على الاشكال والالوان والفراغات، والعناصر الاخرى. اذ تتكيف الاشكال مع الانعكاسات الخارجية وقوة اللون او خفوته في السياق الفني الذي ترصد من خلاله هدوء اللون البارد وحركة الالوان النارية في اللوحة. 
تمتزج شاعرية الالوان في اعمال  الفنانة «غنوى رضوان»: كقصيدة نثرية مضمخة بالمضامين الفنية وتشكيلاتها المثقلة بالغنى الحركي اللوني. او بمعنى اخر بالطبقات اللونية المختلفة التي تعكس كل واحدة قوة الاخرى.  لتتوحد الالوان عبر ايحاءات تجريدية تمنح الفضاءات والابعاد معايير جمالية تتوازن معها القوة التخيلية التي تتلاءم مع مضمون كل لوحة متجاوزة بذلك كلاسيكية هذا الفن برؤية ذات تصورات عابقة  بقيمة تشكيلية يتفاعل معها المتلقي،  وفق خاصية الريشة المنتجة لصيغ الشكل ومفردة اللون،  وايقاعات الحركة والمقاربات اللونية المنفصلة بشكل متناقض ومتلاحم، لانها تعتمد على الفروقات بين البارد والحار والساكن والصارخ او  المتوهج. اضافة الى السطوع الذي يميل الى الذهبي مع لطشات تناسقت عاموديا او افقيا او وفق الاشكال الانعكاسية مع الاصفر والاسود والالوان الاخرى. 
يدخل اللون الذهبي الشديد الصفرة في اعمال الفنانة «غنوى رضوان» قي عمق الوان لوحاتها وعقدة الاشكال ومصطلحاتها الفنية. لتكون اكثر دلالة على سبك الفن التجريدي في لوحاتها بسمو متلاحم مع الاسس اللونية،  ومكوناتها المرتكزة على المفارقات الضوئية بين معتم ومضىء،  وبتباين سيميولوجي يعتمد على دلالات اللون الاصفر تحديداً او الذهبي الدال على قوة الالوان الاخرى الموجودة فيه، وان بلطشات مرنة  تتنامى مع خفوت الوهج اللوني،  وتصاعده في حركة تحتاج للضوء او للابحار في لجة الوانها نحو البهجة المخفية او وهج الالوان وانفتاحها على الخطوط المدمجة،  والقسمات الصغيرة حيث تتضافر النقاط اللونية تحديداً كنغمات تؤهلها بصريا،  ليستأنس بها البصر ويتذوق شاعريتها وفق دفقات نغمات الالوان او تراتبيتها مؤكدة على بصمة الريشة لكل فنان، وان خالطها التشابه الفني التجريدي.  الا انها تجمع بين اللون الثابت واللون المتحرك او بمعنى اخر تمنح اللون الاصفر الثبات فيوحي بحركة الالوان الاخرى . 
اعمال الفنانة «غنوى رضوان» (Ghinwa Radwan)  في غاليري (اكزود Equipe Exode)  الاشرفية.

ضحى عبدالرؤوف المل
dohamol@hotmail.com