ينحني الشجر حين نغنّي للفرح، الذي يُنبتُ أزهاراً ويبعث الخيال.. هنا تشرق شمس الشعر.. وحيّ وإلهام وشلالٌ من الكلمات.. هنا تتبرّج الورود والرياحين.. وجهكِ الجميل يملأ الآفاق.. يجدّد الحياة.. يبعث الأشواق.. ليالي الأمس عادت وعادت الأحلام.. هوذا المطر ووشوشات الليالي والغيم الذي اختار السهر.. هوذا المطر والثلج تنحني لهما الأشجار.. هنا نسمع الرعد ونرى البرق حيث يولد الحب.. هنا نرى ينابيع الفرح وبراكين زهور ومواويل.. هنا نحلم حتى تستمر الحياة.. هنا بيروت سيدة الدنيا.. هنا بيروت سيدة الأيام الخوالي والفردوس الذي أضاء القناديل وليالي الشعر.. هنا صوت فيروز الهائم في دنيا البيوت والحكايات.. الباحث عن حرية لا تنمو إلّا في أقمار الياسمين وقلوب الرجال.. الرجال..
*****
الليل يتكرّر في هذه المدينة الحزينة.. ليته يرتاح.. ليته يغادرنا الى الأبد فقد أتعبنا، رغم اننا نتظاهر مع كل رشفة قهوة.. نتظاهر ضد كل شيء في هذه المدينة البائسة التي يغتالها الأشرار في كل لحظة وكل ثانية، ناشرين الخراب.. لكن أكواخ الفقراء تعرف من سرق البحر؟ ومن خنق البيادر ومن قتل الأطفال وأهل الفكر والشعراء، ومن جعل ليل شهرزاد بل فجر!
ومن سيّر الأيام عكس أنوار الشمس ومن أضاع البلاء في ليل صحراء مداه طويل.. بدون هؤلاء يتعافى هواء الوطن، ليله ونهاره وتاريخه..
*****
أحاول أن أغفو حتى أراكِ.. لنبتسم لوحدنا ونتكلّم طويلاً.. نلمس أصواتنا.. نتبعثر معاً، وحين تمررّين أصابعك في صحراء يدي، يبتسم الربيع الآتي في موعده.. ننظر نحو الأفق.. نراقب بزوغ القمر.. نصغي للصمت العميق الذي يلفّ الدنيا.. نراقب الأشجار حين تتراقص أغصانها.. تبتسمين حين أتلو كتاب محبتي وأُطلق سراح الشوق، فأنا فتحتُ للأمل بابي وها أنا أُصلي..