الفؤاد يتأرجح ما بين ست الدنيا بيروت والمملكة العربية السعودية في كل حين
أعود الى وطني الحبيب وأسعد برؤية عيونك السندسية ووجهك الوضّاء وكلي شوق وحنين
وما أن أمضي بضعة أيام يتلهف القلب وأسرع الى عائلة ابنتي في الرياض حماهم رب العالمين
سامحيني يا والدتي لن أطيل الغياب عنك فأنت نور عيوني وحياتي كلها مهما مرَّت الأيام والسنين
لم أكن أعلم ان حب الأحفاد وبراءتهم وتعلّقي بهم سيتغلّب حتى على حب ياسمين
هم فلذات كبدي وامتداداً لعمري وللّه الحمد بتُّ أحلّق من الحبور ونسيت ماضيَ الحزين
أحيا معهم واقعاً رائعاً ويتغلغل ولعي بهم فعشقهم في نبضات الشرايين
ولكن لا تفارقني صورة وجهك وأعدّ الساعات للعودة الى أحضانك المتفانية يا جنة الرياحين
أنا أعلم مدى عاطفتك لجميع اخوتي ولكنني أدرك انك بوجودي دائما ترحّبين
أزورك يومياً وتجمعنا يا فخر اعتزازي أحاديثنا الأدبية والإسلامية ومواقيت الصلاة بأروع دين
ونشكر المولى جلّ جلاله على معجزاته في الفرقان وعلى سيدنا محمد (صلعم) أحب الأنبياء وآخر المرسلين
نعم يا حبيبتي لقد بتُّ متعلقة بوطني الثاني لأننا ننعم بالأمان وحب شعبها المحترمين
وحكم ملكٍ سموح ذو عنفوان وولي عهده الذكي المنفتح العادل وهو تبارك الله من أهم المثقفين
وأعود الى وطني ويصيبني الهلع وأدعو مالك الملك أن يبعد عنه المرتزقة والفاسدين
فيا ربي لقد صوّرت لبنان كجنة فيها أروع الوديان والجبال والشواطئ لذلك بك نستعين
أعده إلينا فهو في ذكريات طفولتنا يتلألأ بحره كالجواهر ومروجه خضراء فيها أجمل البساتين
والآن وأنا أخطّ أسطري في الرياض سمعت صوتك عبر الأثير وتأكّدت انني على يقين
انك يا كل العمر وفرحة الدنيا وسبب وجودي أنت أولويتي وهكذا كنت وستظلين
هم أحفادي لكنك أنت من وهبني الحياة وعلّمني مبادئي يا صاحبة الخَلق البديع والخُلق الرزين
سبحان الرحمن الذي قَرَنَ رضاه برضى الوالدين لذلك أتمنى وادعوه أن أظل دائماً من البارّين
أطال الله عمركما يا والداي وأدام الصحة والعافية وتكاتف عائلتنا والرزق الوفير ونعمه علينا آمين