بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 آذار 2024 12:00ص وطنية جبران خليل جبران

حجم الخط
وُلد جبران خليل جبران في بشري عام 1883 وهي قرية تقع في شمال لبنان، في عام 1895 سافرت به أمه إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث التحق بإحدى مدارسها، وفي عام 1898 عاد إلى لبنان ودرس العربية في مدرسة الحكمة، وعام 1908 قصد باريس حيث التحق بمعهد فني لتعليم الرسم، ثم انتقل إلى نيويورك واشترك في تأسيس الرابطة القلمية، ومن أهم مؤلفاته: «الأجنحة المتكسّرة، النبي، الأرواح المتمرّدة..».
ومما لا شك فيه ان الهموم الوطنية قد شغلت بال جبران خليل جبران منذ نعومة أظفاره، فقد أبصرت عيناه مجتمعاً يظلّله الظلم وتستبدّ به الأهواء وتكبّله قيود العبودية والحرمان، فراح يُسفّه العدالة الجائرة ويدعو لهدم السلوك الإنساني القائم على الرياء والمداهنة والتدليس، حاملاً معول الهدم لكل ما يتناقض مع الكرامة البشرية ويتنافى مع حقوق الحياة الحرّة الكريمة ولعلّ نشأته الأولى ألهبت وجدانه المرهف، وقد تجسّدت ردّة فعله وثورته على الواقع ضمن سلسلة من الأقاصيص دافع فيها عن عيّنات من البشر حطّمت حياتهم قساوة الشرائع وجور التقاليد، فمن «وردة الهاني إلى مضجع العروس حتى خليل الكافر» ثلاثة أبطال لثلاث حكايات لخّصت جانباً من العلاقات الاجتماعية وبيّنت عمق التواصل بين جبران ومحيطه، وقد تفجّر الشعور الوطني والألم الشديد أبان الحرب العالمية الأولى، عندما فتك وحش المجاعة ببني قومه وقضى على عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ، وقد عبّرت مقالة «مات أهلي» في كتاب «العواصف» أصدق تعبير عن العاطفة الوطنية الجبرانية، وهي عاطفة المصير الواحد لكل أبناء الوطن، حيث لا ينفع الأديب الهروب ولا يُشفيه الإنزواء ولا ينقذه انفصال الهموم الذاتية عن بقية هموم المجتمع، وحول هذه القضية كتب: «لو كنت جائعاً بين أهلي الجائعين، مضطهداً بين قومي المضطهدين، لكانت الأيام أخفّ وطأة على صدري والليالي أقلّ سواداً أمام عيني، لأن من يشارك أهله بالأسى والشدّة، يشعر بتلك التعزية العلوية التي يولّدها الاستشهاد، بل يفتخر بنفسه لأنه يموت بريئاً مع الاستشهاد، بل يفتخر بنفسه لأنه يموت بريئاً مع الأبرياء.. إن الكلام والقصائد تسقط أمام فاجعة الوطن.. وتمنّى أن يتحوّل إلى سنبلة قمح أو ثمرة يانعة تطعم الجياع..