بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 آب 2022 12:00ص ولادة متجدّدة!

حجم الخط
كل يوم ولادة جديدة، فلنغتنمها في عيشها بالعمق.
نبحر كل يوم عند طلوع الشمس فتتحرك قافلتنا الى الأمام.
كل يوم، يبدأ يوم جديد تماما كما تفعل الطبيعة. انه من الأمور الحسّية التي تقوم بها.
كم سبق ان امتلأت سرورا بأمل مجيء يوم جديد وبإمكان القيام بمحاولة جديدة وبداية إضافية، الى جانب، ربما، انتظار سحري في مكان ما يتجاوز النهار.
يجب أن نتحلّى بالصبر إزاء كل شيء وخصوصا إزاء أنفسنا. فلا نفقد الشجاعة على الأخذ في الاعتبار عيوبنا، بل نسعى فورا لمعالجتها. وهكذا كل يوم.
كل يوم حياة مصغّرة، وكل استيقاظ أو إشراقة صباحية ولادة وجيزة، وكل صباح جديد غيض من شباب، وكل قسط من الراحة أو خلود الى النوم، شبه ممات.
أن نرى العالم متجددا كل صباح وكأنه صباح أول يوم في حياتنا، وأن نجعل منه أفضل ما يكون لنا وكأنه اليوم الأخير، هو المنهاج اليومي لرغبة الإنسان الحقيقية. لذا، لا نقولن «هذا صباح» ونرفضه كما رفضنا الأمس. فلننظر إليه، أول وهلة, كأنه مولود جديد لا اسم له. وللّه عزّ وعلا وقت لامتناهٍ لمنحنا عطاءاته. وهو يقسمها توالي صباحات جديدة ومع كل صباح فكرة جديدة وإبداعات جديدة وتطبيقات جديدة.
فيا أيها الفاسدون والمحتكرون، تداركوا كل يوم أمركم واقلعوا عن نهمكم وجشعكم، واشملوا اخوانكم بالرفق والحنان. ارحموا الإنسانية في عزّ  أيامكم وجاهكم، لترحمكم يوم شقائكم، ويرحمكم التاريخ والله عزّ وعلا وهو إله العدل والمحبة بإمتياز... ردّوا الى ضمائركم الحياة، يرجع الى قلوبكم العطف والشعور، وتحرروا من عبودية الطمع، وبشّروا برسالة الإخاء والرحمة، وقوموا يوميا الى العمل بضمير حي نزيه، واذكروا دوما ان الدهر يومان، يوم لكم ويوم عليكم.

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه