لم يعد التأفف حكراً على المواطن اللبناني العادي وحده، فالازمة التي اشتدت انعكست على الجميع، حتى المغترب الذي يحمل الدولارات «هج وفل» قبل انتهاء اجازته، هج من انقطاع الكهرباء ،هرب من سوء الانترنت،هرب من طوابير البنزين، حتى الخبز اللبناني الذي اشتاق اليه لم يجده الا في صف طويل من الطوابير.
ماذا فعلتم بنا؟ انتم من تعقدون الجلسات وتحاضرون بالعفة، وانتم بالتحديد من سرق طهارة قلوب اللبنانيين جميعاً، انتم من يتزعم احزابا بدل ان تطوروا المجتمع وتتنافسون لخدمة الوطن ، تبدعون في تطوير العصبية والمذهبية والحزبية ، وتتفوقون في طمس معالم سرقاتكم وفسادكم وتنحرون الوطن يوماً بعد يوم حتى يكاد يزول من الوجود؟
أليس استجداء الخارج لمساعدتنا للخروج من الازمات هو بفعل جهودكم الجبارة في تدميرنا؟ ألم تتعبوا بعد من إذلالنا؟ ألم تكتفوا من لعب دور البطل المزيف؟ ألم يؤلمكم كم من شهيد بنزين سقط او كم من شهيد دواء سقط؟ ألم تروا الكره الذي يعلو الوجوه وانتم تتمخترون على منابركم الضيقة؟
ذهب المغترب يتحسس رأسه الذي كاد يقتلعه جشعكم غير المبرر، الم تكتفوا بعد ؟ ماذا تريدون ايضاً من طفل لا يجد الحليب او عجوز لا يجد الدواء او امرأة تبكي لأنها لا تستطيع ان تقول لأولادها لم يعد عندنا خبز؟ او ام ثكلى فقدت من ربّته لتراه شاباً ويخطفه الموت في رحلة البحث عن البنزين؟ اخجلوا من نظرات هؤلاء لكم وانتم تتناتشون الحقائب الوزارية ، اخجلوا اذا كان الخجل يعرف طريقه اليكم، اخجلوا فالخجل ليس عيباً لمن امتلك ضميرا.