بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

14 آب 2021 12:00ص الارتطام

حجم الخط
غرقت السفينة، ارتطمت بجبل الجليد، لم نعرف حتى اللحظة من هو الناجي ومن هو الشهيد، الاشلاء في كل مكان، تطفو على سطح الماء، والناجون يتمسكون بخشبة من هنا او عامود من هناك، اما سفن الانقاذ فما زالت متوارية، ماذا تنتظر لانقاذ من نجا من الارتطام الكبير؟ هل تنتظر اشارة من القبطان القائد ام انها تخاف الاقتراب لعل ما ادى لارتطام السفينة يمكن ان يجرها في دواره؟

الحصيلة ان الغرقى الموتى ارتاحوا من النضال من اجل الحياة ولكن من تمسك بالخشبة امامه وقت طويل قبل ان تقترب سفن النجاة منه، هو يحلم ان تأخذه سفينة جديدة لا يمكن لأي جبل جليد ان يحطمها او بالاحرى لا تسمح لمسارها ان يمر في فلك الجبل هذا.

نعم لبنان الذي غرق بفساده اورث ضحايا كثر، تحوّل من سفينة متألقة الى حطام ينشد من يستطيع ترميمه، لأن من ساهم بغرقه هم راكبوه، هم من ورثه متألقاً من اجدادهم فحولوه حطاماً، لكن من بين الغرقى الاحياء من يرفض الموت ويرفض التشبث بسفينة اخرى، بل يحلم بان يمسك بيد من تبقى حياً من الغرقى ليصلوا الى بر الامان ويعيدوا انتشال الهيكل من الاعماق ويعيدون ترميمه ولكن هذه المرة عليهم ان يطردوا شياطين الجن قبل المبادرة بالترميم، اليسوا هم من قاد السفينة الى الغرق؟

هي مشهدية لغرق التايتانك ولكن بمجسم لبنان وابطال لبنانيين، اما ضحايا سوء القيادة او ضحايا اهماله في مراقبة القيادة فأضاعوا بوصلة الوطن.




أخبار ذات صلة