بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

2 حزيران 2023 12:36ص الذكاء الاصطناعي

حجم الخط
تتوالى التحذيرات من الذكاء الاصطناعي الذي دخلنا عصره اليوم ولن نخرج منه بعد ذلك. خبراء في هذا الذكاء وآباء روحيّون لهذه الصناعة المعقّدة يبدون خشيتهم من المخاطر غير المحسوبة على البشرية. فلربما ينجح هذا النوع من الذكاء المدعّم بملايين البيانات والمعلومات التي يمكنه تحليلها والاستنتاج منها، في تطوير سلوك غير متوقّع يوقع ضررًا كبيرًا على الإنسان ومجتمعاته. هذا في الحدّ الأقصى للخطر المحتمل. أما في الحدّ الأدنى منه فيكفي أن يحلّ الذكاء الاصطناعي محل الذكاء الإنساني ويهدّد من ثم كثيرًا من الوظائف والمهن القائمة. هذا كلام الاختصاصيين في هذا المجال وتلك هي هواجسهم أعرضها عليكم بحياديّة. أما وقد طلبتم رأيي مثل أيّ شخص مطّلع من الخارج، فأقول بتواضع شديد: يا للخبث البشري! لا أجد للأسف أبلغ من هذه العبارة لتوصيف حال الإنسان حينما يخترع الوحش بيديه ومن ثم يستهيبه كأنّه سقط عليه من السماء. ناهيك عن الدعاية التي لا تتوقف عن بثّ الرعب في قلوب الناس حتى ليُخيّل إليك أنّ الإنسان ضحيّة بريئة على هذه الأرض يحيط بها الأشرار الأعداء من كل جانب على غرار أفلام حرب النجوم الأميركية. فهل هناك من هو أشرّ من الإنسان الذي لا يني يسفك الدماء ويُهلك النسل والحرث؟ وهل إذا ما تسيّد الذكاء الاصطناعي حياتنا السياسية مثلًا فسيكون أكثر جنونًا وجنوحًا وشهوة للقتل من الحاكم الإنسان؟ لا أعتقد ذلك. في لبنان مثلًا سيكون من نِعَم الله علينا برأيي أن نأتي بالذكاء الاصطناعي محل الطبقة السياسية الحاكمة التي فاق خطرها علينا وفسادها فينا كل التوقعات العالمية حتى أمسينا في صدارة الدول التي ليست بدول. وإذا كان الغباء اللبناني اصطناعي هو أيضًا وهناك من يضخّه في عقولنا وفي شراييننا من أجل تبرير تسلّطه على شعبنا التعيس ليبقى ممزّقًا طولًا وعرضًا، وماضيًا ومستقبلًا، فلماذا نخشى حلول الذكاء الاصطناعي فينا لعلّه يُنظّم حياتنا قليلًا أو يُعيد إلى اجتماعنا نوعًا من العقلانيّة المفقودة أو لعلّه ينجح في استئصال جرثومة الطائفية من نفوس الأجيال الطالعة كي لا تتحول مثلنا إلى مجرّد أعداد بشريّة مطروحة من كل حساب!
أخبار ذات صلة