بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

16 تموز 2022 12:00ص الرحمة

حجم الخط
يتفنن اصحاب الثروات في عالمنا العربي في استغلال مواقع التواصل الاجتماعي. لعرض مقتناياتهم الثمينة او لعرض سهراتهم واكلاتهم، وكأن العالم بألف خير، ويذهب بعضهم ليبرهن عن تمتعه بالرحمة تجاه الحيوانات وليس البشر. حتى ان احداهن تتفاخر بأن تكلفة علاج أحد حيواناتها  بلغ حوالي 7000 دولار. ولا احد يختلف على ضرورة الرحمة مع الحيوان ولكن هل انتبهت تلك المتباهية أن هناك الالاف من الاطفال الذين لا يجدون كسرة خبز يأكلونها وليس لديهم دواء او ثياب او حتى دمية او اي شيء من الالعاب التي يحتاجها الطفل.
الألوف من الاطفال في العالم يعيشون سوء غذاء، لماذا لا يتباهى هؤلاء الاغنياء برعاية هؤلاء الاطفال كُلٌّ وفق قدرته، ولكن كيف ذلك ؟ فما يقومون به ليس من باب الرحمة أو الرفق بالحيوان بل من باب الاستعراض على مواقع التواصل كما جرت عاداتهم.
وهذا ما يجعل الغرب متفوقاً على شعوب لا تهمها سوى المظاهر.شعوب لا  تهتم إن كان طفلاً من لبنان او سوريا أو العراق او مصر او اي دولة اخرى يعيش الفقر المدقع وينام ربما في العراء، فيما تتدثر حيوانات هؤلاء في فراش مريح. فهل الرحمة تجوز على الحيوانات في مذهبهم ولا تجوز على بني آدم؟.
الرحمة اليوم ليست لهؤلاء الاطفال الرحمة لنا من سيل تفاهاتكم التي تملأ كل مواقع التواصل الاجتماعي، ارحموا هؤلاء الاطفال من الحسرة لأنهم لم يولدوا كلاباً او قططاً لينعموا براحتكم. ارحموا حتى شعوب العرب كلها من تفاهاتكم واذا اردتم التباهي بثرواتكم انتبهوا الى أنكم لن تصحبوها معكم الى العالم الآخر، والرحمة في النهاية هي عند الخالق عز وجلّ.
أخبار ذات صلة