بمجرّد الحديث عن إمكانية رفع الدعم عن أي مواد غذائية أو استهلاكية في لبنان، تجد المواطنين يصطفون بالطوابير لتكديس هذه المنتجات، وهذا ما حصل مؤخّراً بربطة الخبز على مدار أسبوع كامل.
ليتلاشى هذا الطابور فجأة، ومن دون معرفة إنْ كانت الأزمة قد حُلّت أم لا، لتبدأ الأفران بالاتصال بالزبائن لشراء ربطة الخبز، بحسب ما أعلن وزير الاقتصاد، ولنكتشف بعدها أنّ لبنان ليس سوى غابة، ويمكن أنْ يحدث فيه ما حدث مع الأسد والضبع والثعلب، حيث تشير إحدى الروايات إلى أنّه في يوم من الأيام، قال الأسد للضبع: إذهب للجميع وأخبرهم بأنّني قادم إلى البحيرة للشرب فقط، فلستُ في لياقة تسمح لي بالركض والانقضاض، أريدهم مُغفّلين لأحصل على فريسة سهلة.
فذهب الضبع مُحادثاً الثعلب: الأسد يقول لك إجلب الجميع للبحيرة للشرب بأي طريقة كانت، وإلا سيُنهي حياتك بعضّة واحدة، فخاطب الثعلب الجميع على الفور بالقول: اليوم تشربون وغدً مستحيل، فالأسد سيشرب البحيرة كلّها مساءً.
وبعد سماع الخبر تدافعت جميع الحيوانات إلى البحيرة. كبيرهم دهس الصغير وأصبحت الفرائس أكثر حتى من الحاجة.
وبذلك تكون قد تجمّعت كل صفات السذاجة بتلك الحيوانات، بعدما أرادهم الأسد مُغفّلين، والضبع مُغيّبين، والثعلب أغبياءً، فأي نوع يا تُرى من هذه الصفات موجودة بالشعب اللبناني؟.. أيُعقل كُلّها؟!