هل حقاً ان الكذب هو ملح الرجال، واليوم صار ملح النساء، والمبالغات ملح المجالس النسائية في «الصبحيات» الصباحية والعصرونيات مع ستات النوقورش وبلاغة الكذب تتصدر موائدهن مع طعم القهوة المرّة والسادة والنارجيلية «المعسلة»؟!
لمن الغريب ان نستهل أوّل يوم من هذا الشهر (نيسان) بأقبح عادة عرفها الإنسان وهي الكذب؟! حتى أصبحت تقليداً عالمياً، وعيداً وطنياً.
في هذا اليوم يقرع جرس الهاتف بمنزلك، والسيللر لا يهدأ، ولا تستطيع ان تذكر ان الكذب يدخل في صلب تكوين شخصياتنا بدرجات متفاوتة.. على اعتبار ان الكذب (ملح الحياة).
فالكذب، بتجلياته وألوانه جزء من نسيج السلوك الإنساني في حياته، وهو الفبركة والتلفيق، والتزييف والتزوير، وهو الادعاء والمراوغة واعزب الشعر اكذبه. وهناك كذابون. كذَّابون كباراً كوفئوا؟
فإذا كان الكذب عادة مرذولة، فهو «لا يصلح لا في جد ولا في هزل» والمبالغة ولو شابهت الكذب، فهي تستند إلى نواة الحقيقة، الكذب آفة المجتمع وأسوأ الكذب ما رافقه قسم، وقال ببيار كورني «الكاذب مفرط دائماً في حلف اليمين».
وقد أعجني قول المتنبي في (جماعة الكذابين) نزل بهم ضيفاً، حيث لم يستطع كرمهم أن يغطي كذبهم حين قال:
جود الرجال من الأيدي وجودهم
من اللسان فلا كانوا ولا الجود
هناك كذبات لا يزال صداها حتى اليوم.. ووقع العديد من الساسة ورؤساء الدول فريسة الكذب وأبرزهم قادة أميركيون.
عام 1564م، أمر شارل التاسع ملك فرنسا بجعل أوّل السنة يناير، بدل «ابريل» واصر البعض، أوّل نيسان هو التعرّض للسخرية؟! ولا يكشف عن حقيقة الأكاذيب الا مساء اليوم من نيسان أشهر كذبة «حنكشية» لطويف زحلة..نجيب حنكش (راجع كتاب حنكشيات) زواجه من الإعلامية بارعة مكناس (طرابلسية) وحماة جورج كلوني.