بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

7 نيسان 2022 12:00ص الله يلعنكم من كبيركم لزغيركم!

حجم الخط
«مبروك.. من كل قلبي بهنيكي.. ما معقول شو حظّك بيفلق الصخر».. أجابتها: «العدرا تحميني من عيونك.. هلكت وأنا دوّر عليه.. قولي الشكر للرب لقيتو بعد كل هالوقت والتعب»..

شو القصة؟!.. بكل بساطة إنّها كبريات المهازل في بلد أصبح فيه الحصول على حق من أبسط الحقوق يستأهل الفرحة والمباركة.. كونه خاتمة لرحلة من التعب والعذاب والمشقّات «لمَنْ استطاع إليه سبيلاً».. أما مَنْ لا يستطيع: فموت يا فقير!!

هي صيدلية في أحد شوارع «عين الرمانة».. فيها رهط من السيدات يباركن لإحداهن.. أغلب الظن قد «دعست» في عقدها الثامن.. فامتشقت كرسياُ لتستريح بعدما طمأنتها الصيدلانية.. بأنّها أمّنت لها بديلاً محلياً عن الدواء الخاص بمرض الصرع المزمن.. الذي لا يمكنها إيقاف تناوله وإلا تعود إليها النوبات المرضية.. 

فاستدارت الصيدلانية نحوي تسألني عن طلبي.. وبعدما جزمت بأنّه صعب المنال.. رغم أنّه دواء للحساسية المزمنة عشية وصول الرياح الخماسينية المُحمّلة بالغبار.. بادرتني إحدى الموجودات قائلة: «ما تزعل يا tante الرب بيحمي بنتك.. لأنّ ولاد الحرام اللي سرقوا منّا أبسط حقوقنا.. جايي يوم وحياخد الرب منهم نور عيونهم.. ويحرمهم نعمة النوم»..

ابتسمتُ لها وشكرتها على موقفها.. وخرجت مطأطئ الرأس مكسور الخاطر.. وأنا أعود بعد رحلة بحث امتدت من جبيل إلى صيدا.. ومن بيروت بشرقها وغربها وضاحيتيها الجنوبية والشمالية بكل متفرّعاتهما.. مروراً بعرمون وحتى عاليه.. باحثاً عن دواء لم أجده ولا حتى بديله.. على الرغم من توفر ثمنه معي ولله الحمد..

فأي عهد وأي لعنة وأي جهنم.. تعيشها وأنت ترى طفلتك إبنة السنوات الثلاث.. تتلوى من السُعال.. وحتى أقسام الطوارئ في عدد من المستشفى اعتذرت عن المساعدة.. لأنّ الدواء ليس متوفراً لديها.. فلعنة الله على كل مَنْ امتشق كرسياً في هذا البلد.. فسرق ونهب وادّعى العفّة!!

أخبار ذات صلة