بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

5 حزيران 2021 12:19ص الموت الجماعي

حجم الخط
عجز الشاب عن تأمين مصاريف عملية جراحية لوالدته في احدى الدول الفقيرة، فلم يكن منه الى ان اصطحب امه الى احدى المستشفيات حيث ابلغ الادارة هنا انه تمت سرقته في الطريق وهو مضطر الى العودة للمنزل لاحضار المال، وبما ان وضع المرأة لا يحتمل تأجيل العملية حتى عودته، وافق الاطباء على اجرائها على ان يذهب ويعود سريعاً لدفع التكاليف، ذهب الى العشيرة واخبر الزعيم  ان والدته توفيت وبما ان العادات تقضي ان يُدفع مبلغ كبير من المال في حال وفاة احد ابناء العشيرة بادر الزعيم ودفع المبلغ للشاب حتى يقوم بمهام الجنازة، فحمل الشاب المال الى المستشفى وهناك عتب عليه مدير المستشفى لأنه تأخر في احضار المال وترك والدته بدون مرافق، فصارح المدير والاطباء بما قام به، وعند سماع حجته خجلوا من انفسهم ورفضوا اخذ المال منه، وعندما شفيت والدته عاد الى العشيرة وذهب الى الزعيم يعيد اليه المال ويعتذر منه،وهناك في مجلس العشيرة شعر كل واحد منهم بالخجل وطلبوا منه ان يحتفظ بالمال بل وأعطوه مالاً اضافياً ليحسّن احواله.
قد يكون زعماء لبنان اقرب الى زعيم تلك العشيرة لا يأبهون لاوضاع الناس حتى وان توسلوا الدواء» بحقو» على ابواب الصيدليات، لأنهم منشغلون ليس بتشكيل حكومة هي بالنتيجة نسخة عن الحكومات الفاسدة السابقة بل بعد ما سرقوه وما سيسرقوه من هذا البلد، فان مات احد يكتفون بارسال تعازيهم مع ازلامهم او في برقيات، على امل ان تكون هذه التعزية الرشوة لاعادة انتخابهم او انتاجهم من جديد، ربما اصبحنا بحاجة ان نمثل الموت الجماعي ليتأكد هؤلاء انهم خسروا شعبهم لعله يعود اليهم رشدهم كما زعيم العشيرة فيأبهون لاوضاع الناس ويبادرون الى حل الازمات ربما بالقليل مما سرقوه. 
 

أخبار ذات صلة