بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

27 تموز 2023 12:00ص بين الجهل والهبل.. استعباط وأمل!

حجم الخط
وكأنّ السُبُلَ قد ضاقت بها.. فرنَّ هاتفه وإذ بها على الجانب الآخر.. وقبل أن تسأله عن أحواله زفّت إليه خبراً أسودَ.. عن مرض «فلانة إبنة علان» القاسي والخطير.. فأعرب عن حزنه الشديد وأسفه لما ألمَّ بها.. عارضاً كل دعم وحضور لمد يد العون والمساعدة..
ولكن لم يكن هدف الاتصال الذي يجري.. بعد سنوات من آخر عزاء جمعهما مع الأهل والأقارب.. لا الاطمئنان على صحّته التي لم تسأل عنها أصلاً.. ولا حتى لإبلاغه بالمرض المذكور أعلاه.. بل لتفتح أوراقاً لا أصل ولا فصل لها.. ولا حتى قديمة أو جديدة.. بل لتتأسف بأنه تزوّج سواها وتركها على قارعة الحياة..
سألته إن كان يتذكّر يوم وعدها بالزواج.. بالتاريخ المرصود والمكان المعهود.. فلم يُجب بل لجمت شفاهه عبارات التأتأة.. فسارعت لتؤكد أنّه حتماً يتذكّر.. لكن حين واجهته بالحقيقة عجز عن الإنكار.. فضحك وقال: «حصل خير».. أجابته: «وأيُّ خير هو هذا؟!.. وإنت عند «عر ولادك» وأنا مطلّقة وعندي بنت»..
وإذ لم يُعلّق إلا بالصمت.. سألته إنْ كان أحد معارفه أو أصدقائه ممَّنْ يتناسبون ووضعها الاجتماعي كمُطلقة وابنتها عشرينية.. فيدخل في التوفيق بينهما.. علًّ المطاف ينتهي بهما «عروساً وعريساً».. فوعدها خيراً وأغلق الهاتف «عالوعد يا كمون».. 
لكن «بصلتها المحروقة طلعت ريحتها».. وما هي إلا ثوانٍ حتى اتصلت سائلة: «يعني في حدا ببالك؟!.. شو إسمو؟!.. كيف شكله؟!.. شو وضعه؟!».. عندها نهرها قائلاً: «يا فلانة ما بكِ؟ أنا في العمل.. وعدتُ خيراً إنْ صادفني أحد من المعارف.. فأنا لستُ خطّابة».. أجابته: «كل الحق عليك وعم تعيّط كمان.. وعدتني وفركتا»..
فأغلق الهاتف دون سلام أو وداع.. والأسف كل الأسف على عقل طار وارتحل.. حتى نتف ريشه خريف الجهل.. وقضى على تحليقه شتاء الهبل.. فصار جنوناً واستعباطاً وبعضَ أمل..
أخبار ذات صلة