خلع احد النواب في برلمان دولة اميركية جنوبية ملابسه امام زملائه في المجلس، فغضوا النظر عنه مستغربين تصرفه، نظر اليهم وخاطبهم قائلاً:«خجلتم عندما رأيتموني عارياً امامكم في المجلس لكن لم تخجلوا من رؤية شعبكم عارياً تماماً وجائعاً بدون وظائف ومحبطاً بعد ان سرقتموه بفسادكم.
لم يخلع اي نائب لبناني ثيابه ولم يرف لأحد منهم جفن وهو يرى الناس في «سويسرا الشرق» تقاتل من اجل الفوز بكيس ارز او سكر او غالون زيت مدعوم، رغم انه يدفع هذا الدعم من امواله المحجوزة في المصارف، نعم لم يخجل لا النائب ولا الوزير «الارستقراطي» الذي يتولى وزارة خدماتية وبدل ان يدعم الفقراء ذهب الى افقارهم اكثر برفع ثمن ربطة الخبر،ربما لأنه لم يعرف معنى الجوع في حياته، نعم هو وامثالهم لن يغضو الطرف عندما يرون الشعب عارياً بل يغضون النظر عن المعاناة التي تسببوا هم بها بسرقاتهم وفسادهم و«قلة حيائهم».
ولكن ألا فكر هؤلاء الطغاة ومعهم الفجار التجار انهم سيكونون يوماً عراة تماماً اذا وصل الحال بالناس لاقتحام منازلهم وقلاعهم التي يختبئون فيها بحراسة ازلامهم، هل سيقتلون كل الشعب اذا اراد يوماً الحياة؟ بالطبع اذا فكرنا بسيناريو انتخابي فهل يظنون ان الناس الجائعة ستقبل برشوتهم الطائفية ، لا لأن الجوع ليس طائفياً ولا مذهبياً ، وليس استعراض بعض الزعران في الشوارع سيخيف الناس اذا جاعت ، ولكن ليخرج احد ممن اختارهم الشعب ويقوم بتعرية زملائه وكل السياسين والفاسدين كما فعل ذلك النائب ، ربما سيشعر بعض الناس انهم اختاروا نائباً ضنيناً بمصالحهم وليس بتكديس ثروته.