بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

8 آذار 2024 12:38ص رمضان.. حان الوقت!

حجم الخط
مع قدوم شهر الخير والبركات، رمضان الكريم، لا بد لنا نحن المسلمين من وقفة هذا العام، مع الذات، ومع النفس، ومع الدّين قبل أي شيء. إذ ما يجري في فلسطين وفي غزة تحديدا، من عدوان إسرائيلي غاشم، بات العالم أجمع مدركا لحجم وحّشيته ولاإنسانيّته، يترتب علينا مسؤوليات جمّة لا يزال كثير منا يحاول الهرب منها أو التعامي عنها. 
يهلّ علينا رمضان هذا العام وأهل غزة وسكانها يتضوّرون جوعا وعطشا، ويواجهون مصيرهم لوحدهم، بأجسادهم ولحمهم ودمائهم. آلة القتل تفتك بهم وتطحن عظامهم وتسحق أطفالهم وتدمّر منازلهم وأحياءهم، ولا من مُجيب أو مُغيث (إلا ربّ الأرباب) أو صاحب نخوة حتى لو كانت جاهلية!!   
يجيء رمضان هذا العام ليكون شاهدا علينا في أشدّ امتحان ندخله، الرّسوب فيه سيكون وبالا علينا، وعلى أجيالنا المقبلة لسنوات طويلة. فهل نحن جاهزون؟ وهل يطمع أحد منا بالنجاح فيه؟ هل أدركنا الشرور التي سيحملها إلينا الفشل في هذا الامتحان الوجودي؟ أين الكتاب بين أيدينا؟ أين محفظتنا فوق ظهرنا؟ أين القلم بين أصابعنا؟ أين علامة اليقين بالنجاح فوق جباهنا؟ 
يأتي رمضان بعد أكثر من 150 يوما من الجحيم الأرضي في غزة، ليدلنا على الصابرين، والمجاهدين، والموقنين، وعلى الفقراء والشهداء والمظلومين، فهل نحن ناظرون؟ وهل نحن عاقلون؟ وهل نحن متّعظون؟ 
حان وقت التغيير، ووقت العبادة الحقيقة، ووقت الإصاخة لمن يستصرخ إسلامنا وعروبتنا وضمائرنا وإنسانيّتنا. 
حان الوقت لكي يكون لنا وقت مع أنفسنا، نتصارح فيها ونتبادل التّهم في المرآة. نرمّم ما بقي من خير، ونكسّر غصون الشر الملتفة، ثم نفصل بين الزمن والأبديّة، وبين الجنّة والنّار.

أخبار ذات صلة