بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

16 أيار 2022 12:00ص زوارق الموت

حجم الخط
في الوقت الذي يربض فيه زورق الموت في قاع البحر تجاه طرابلس وبداخله من لم تكتب له النجاة من  نساء وأطفال في الوقت عينه هناك تحركات  دائمة على اليابسة لأهل يتألمون ويغضبون ويسألون: مَن المسؤول؟

هل المسؤول قائد الزورق؟ أم الحمولة الزائدة؟ أم مَن نظم رحلات الموت هذه من أجل الكسب المادي بغض النظر عن خسارة الأرواح؟.. أم؟.. أم؟

وهناك من يسعى جاهداً من خلال الاتصالات مع الخارج لتأمين المعدات اللازمة التي لا نملكها لانتشال الزورق من ظلمة القاع واستعادة أحبة في داخله.

الاجابة عن سؤال مَن المسؤول تتعدى تفصيلات غرق الزورق مع أهميتها الى اجابة قد تكون هي الأساس والغاية..

من أوصل الوضع  الاجتماعي الى ما وصل اليه؟

من أوصل الناس الى تفضيل امكانية الموت غرقاً على الموت جوعاً ومذلة على اليابسة؟!..

فالفقر والحاجة يدعوان الانسان لتجاوز كل قواعد المنطق والعقل للقيام بمغامرة تقفز فوق كل ذلك..

عندما يعجز الاب عن تأمين قوت اطفاله هل يلام اذا فكر في ما فكر به؟..

عندما تصبح الحياة جحيماً دائماً ألا يتعلق  الانسان ببصيص أمل في النجاة والوصول الى حياة كريمة بحدها الأدنى؟..

فليتوجه أصبع الاتهام الى المسؤولين عن حياة الناس وتأمين مقتضيات العيش بحدودها  الدنيا..

هم المسؤولون الحقيقيون ليس فقط عن زوارق الموت بل عن كل ما يتعرّض له انسان هذا الوطن من امكانية الغرق في وحول الواقع المر..

أخبار ذات صلة