بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

26 أيلول 2022 12:00ص شرب المرّ

حجم الخط
قرأت في إحدى وسائل التواصل ما كتب أحدهم عن رحلته مع أحد زوارق الموت.
ركب الزورق مع زوجته وأطفاله هارباً من جهنم الواقع إلى حيث يمكنه مع زوجته تربية أطفالهما كما يجب لأطفال العالم أن يتربوا.
يصف الرجل بتفاصيل حارقة كيف انقلب الزورق ويستفيض في سرد مشهد الأمواج وهي تبتلع زوجته وطفلين من أطفالهما معها ويتمسك هو بالطفل الثالث ويصارع البحر محاولاً إنقاذ نفسه وطفله.
وبعد وقت طويل مرّت باخرة تجارية لتلتقطهما ويتبين ان الطفل الذي يمسك به قد فارق الحياة.
حادثة قمّة التراجيديا..
إذ كيف لرجل أن يرى البحر يبتلع عائلته أمام ناظريه؟! وهل هناك ما يؤلم قلب السامع أكثر من ذلك؟..
فكيف بقلب  الوالد المذبوح؟..
لكن الحادثة علی مرارتها تستوجب القفز فوقها لمعرفة وتحديد المسؤول عنها.
هل نحاسب البحر على شدّة أمواجه؟..
أم نحاسب أولي الأمر المسؤولين عن حياة النّاس وأرزاقهم وعيشهم؟..
فما الذي دفع بهذا الرجل لأن يتجرع الكأس المرّ لولا ان هناك واقعاً أكثر مرارة منه؟
شردوا النّاس من أعمالها، ضيقوا عليها وسائل العيش بأدنى درجاتها..
جعلوا المجازفة بتحمل مخاطر الموت أفضل من الموت جوعاً وفاقةً لا يمكن العيش معهما الا بالاستعطاء وتقبيل الأيادي.
طغمة لا تعاني من أزمة ضمير.. لأن لا ضمير عندها..
جراد أكل الأخضر واليابس في البلد وجلس يتأمل المشهد وقد يكون ربما على شاكلة نيرون روما..
لا أدري كيف يستطيعون النوم وممارسة الحياة وصراخ المرضى ولوعة الجوعى تفعم أجواء الوطن..
جولة الباطل ساعة وجولة الحق حتى قيام الساعة.
أخبار ذات صلة