بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

23 نيسان 2020 12:00ص شكراَ «كورونا»

حجم الخط
بالأمس القريب وجّه الإعلامي السوري مصطفى الآغا.. في ختام إحدى حلقات برنامجه «صدى الملاعب» رسالة على الهواء مباشرة.. إلى وباء «كورونا» الذي تفشّى على وجه البسيطة أجمع.. لأنّه كسر المرآة التي كانت لا تُرينا إلا زيف وجوهنا.. وجعلنا نواجه حقيقتنا وإلى أي منقلب تعدو بنا الأقدام!!

ومنه أستعير عبارة «شكراً كورونا».. شُكراً لأنّ هذا الوباء حقّق لي بعضاً من أمنية.. بلغت مبلغ أنْ حسدتُ سواي على تنعّمه بها.. وهي قد تكون أقل من حقي.. بأنّ أستطيع ملازمة طفلتي في المنزل.. أكتشفهما وتكتشفانني.. ألاعبهما، نرسم، نلوّن، نغنّي، نرقص، نصرخ، نفرح، نحزن..

أصرخ على هذه وأداعب تلك.. أؤم الصلاة بهما - إحداهما لم تختم عامها الرابع والأخرى في عامها الأوّل.. فتتمتمان بما تجود عليهما به «ملائكة الرحمن».. فتمتطي الكبرى ظهري عند السجود.. وتحاول الصغرى تقليدها فتقع أرضاً باكية.. وكأنَّ بلاء الكون أجمع حلَّ بها.. أُسلّم خاتماً الصلاة وأُكفكف دمعها وأهدهدها على سبيل الترضية..

يحين موعد الدراسة عن بُعد.. أُشاطر الكبرى المعلومات والحفظ.. والمقابلة مع المعلّمة والزميلات.. ثم نجتمع حول طاولة الغداء أسرة صغيرة من «4 أنفس».. يحدونا الأمل بتحسّن الأحوال وارتفاع الوباء ونحن عشيّة الشهر الفضيل..

وعند المساء.. ومتى «غرُبَتْ العين» وحان موعد «غفوة الجفون».. تأبى الكبرى إلا وأنْ يكون فارسها «أنا.. بكل تواضع».. إلى جوارها فهي فرصة لن تتكرّر.. إذا ما عادت عقارب الزمن إلى دورانها الرُتابي.. وعلقنا في دوّامة «مهنة المتاعب».. وانزاحت عنّا غيمة الوباء والبلاء.. بإذن الله!!


أخبار ذات صلة