بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

27 أيار 2020 12:00ص صدى السنين.. الحاكي!

حجم الخط
حينما أخلو إلى نفسي ترسم امال شرائح من ماضي حياتي ومعظم هذه الشرائح يرتبط بأبي لأنه كان أحب النّاس الي، وغالباً ما تختلط علي الأحداث فلا استطيع ربطها بالاحداث السابقة أو اللاحقة.

والأكثر من ذلك انني أجد نفسي «عاجزة» عن معرفة زمن حدوثها.. ولكن ذلك كلّه لا يمنعني من ان كل شيء بوضوح لكأنه (حدث البارحة).. فلأترك لهذه الأحداث الحرية تتداعى إلى ذاكرتي.

عندما اكتب عن والدي، اعود كالطفل الصغير، فاشتاق للبكاء بين يديه؟!

واحلم بوجوده معي في كل لحظاتي.

ولكنه رحل، وترك لي صدى السنين الحاكي التي تعيش في جوارحي، وانت في دار الخلود.

اكتب لك والحزن يملأ حياتي ويسكن جذوري واعرف سلفاً انك لن تقرأ ما اكتبه.

كم اتمنى ان اهمس لك كما كنت افعل.. وأنا أعبث في شعرك الأشيب.

لقد وحشتني ابتسامتك البيضاء وعيناك المشعتان دفئاً ونوراً، وأود هنا ان اخبرك بأنني ابتسم واشم عطرك الياسمين.. وقلبك الكبير الذي لا يعرف الحقد..

تذكرت مقولة ناسك الشخروب ميخائيل نعيمة: «عجبت لمن يغسل وجهه مرات عدّة.. ولا يغسل قلبه ولو مرّة واحدة من الحقد»؟

والدي، اليوم في عيد ميلادك.

ما زلت اذكر كل حرف تعلمته منك إلى «1- ثقافة التسامح 2- وأبجدية العطاء 3- وان زراعة الخير أهم من صناعة الذهب».

أيها الغائب - الحاضر دوماً، يا من زرعت الثقة في نفسي وأهمية دوري وقيمتي في (شارع الحياة)، وكيف اعتز بنفسي بعيداً عن الغرور، والتواضع بدون ذُل، وانني ما زلت استشعر وجودك، وفي كل نجاح وفشل.


أخبار ذات صلة