بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

2 شباط 2024 12:00ص طفولة لا تنتهي فصولها!

حجم الخط
لماذا لدينا أسئلة أكثر مما لدينا أجوبة؟ هل لأن الإنسان هو الكائن السائل الوحيد في هذا الكون؟ عموماً يسأل الطفل أكثر مما يسأل الإنسان البالغ. ومع مرور الوقت لا يبقى ثمة وقت للتساؤل عند معظم الناس. نكبر على الأسئلة بدل أن نكبر بها. نميل حينئذ إما إلى طرح الأسئلة نفسها في كل مرة أو إلى تبني كثير من الإجابات من دون أن نفكر فيها. إجابات مريحة إلى حدّ كبير، إجابات لا تشغل وقتنا ولا تعلق حياتنا على إجابة منتظرة. نغادر عالم الطفولة ويصير ممنوعا علينا بعد ذلك ألا يكون لدينا جعبة مليئة بالإجابات الجاهزة كطلقات الرصاص التي نحشو بها مسدسا أو بندقية. وما أسهل أن نطلق النار على من نحاورهم بحال رفض منا أحدهم جوابا أو فاجأنا بسؤال ما، لم يخطر على بالنا قط أو لا نقبل بمجرد طرحه علينا. ولا أدري حقا كيف يمكننا  الهروب من الحوار مع أنفسنا بحال نجحنا بالهروب من الحوار مع الآخرين؟ ولا أدري كيف يمكننا أن نوقف شلال الأسئلة الذي يتساقط فوق رؤوسنا بمظلة صغيرة من الأجوبة التي لا تقي الإنسان البرد والمطر. أعرف أن الحديث عن الأسئلة هكذا بإطلاق لا يعجب كثيرا من الناس بل إنه يشعل الغيظ في قلوبهم غيرة على ما يكتنزونه من إجابات يستريحون إليها في حياتهم. ويسوؤهم أن يشكك أحد بتلك الإجابات أو يحثهم على مغادرتها نحو أسئلة جديدة قد تقذف بهم في مصائر غريبة. أفهم لحظة الرشد جيدا ولكن في هذا الموضوع بالذات نحتاج إلى عودة حميدة إلى الطفولة من أجل الخروج من الطفولة مرة ثانية. هكذا لا تكون لحظة الرشد التي نتمسك بها لحظة موهومة تستولي عليها طفولة لا تنتهي فصولها!  
أخبار ذات صلة