بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

5 نيسان 2024 01:24ص فرح دائم!

حجم الخط
يأتي العيد هذا العام في وقت عصيب بل حزين. ولست أذكر متى جاء العيد ولم يكن حزن في قلوبنا ولم تكن مأساة في واقعنا؟!
وللحزن أسباب كثيرة يجب على الإنسان أن يعيها جيدا. لكن قبل أن نذكر بعضها، ينبغي التأكيد على أن مصدر الحزن هو الإنسان، سواء من خلال ما يحمله من أفكار ومعتقدات أو ما يقوم به من أفعال وتصرفات.
والحزن باختصار هو حالة وجدانية تستولي على الشخص  فتدفع به في بعض الحالات الشديدة نحو الانطواء والعزلة. وقد تتداخل في عيون الشخص الحزين الأسباب الذاتية مع الأسباب الموضوعية،  فلا يدري بعدها من أين يأتيه هذ الشعور الحاد والمقلق؟ وكيف يمكنه أن يتحكم به أو أن يوظّفه لمصلحته، بدل أن يفقد الصبر ورباطة الجأش، ويقع في براثن الاستسلام أو الانتظار الذي لا جدوى منه.
 نكون حزينين أحيانا لأن الواقع قد خالف توقعاتنا وخيّب آمالنا وقضى على أحلامنا. وأحيانا أخرى، لأن أشخاصا قد تركوا فينا جراحاتهم التي لا تندمل أو سكبوا في قلوبنا كؤوس آلامهم. ونحزن عندما نُظلم أو يُداس على كرامتنا أو لا نُعطى حقوقنا أو يُستخف بعقولنا. 
كما يُصيبنا الحزن جراء الفشل وسوء التدبير وضياع الفرص الثمينة. والندم إضافة إلى الفقدان في الحياة، هو أحد أهم أسباب الحزن. 
في المقابل ينبغي ألا نحزن على بلاء من الله فيه امتحان لقلوبنا أو على محنة شديدة سوف نخرج منها بإذن الله أكثر قوة وعزّة. 
ولا ينبغي للحزن أن يجتاح وجداننا، لأن شهداء لنا يغادرون أرضنا في قوافل الدم، مرفوعة رؤوسهم كقناديل وسط ظلامنا الحالك.  
لكن الحزن كل الحزن على قوة نملكها ولا نُعد عدتها، وعلى نفوس كثيرة في الكلام قليلة في الفعل، وعلى حق لنا لا نقوم عليه، فنُذل دونه. 
هوذا الحزن الحقيقي: أن لا نقتلع أسباب الحزن من حياتنا؛ فنحيا في فرح دائم!


أخبار ذات صلة