بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

12 تشرين الأول 2023 11:32م فلسطين معصيتنا وتوبتنا

حجم الخط
فلسطين معصيتنا الكبرى.. وتوبتنا الكبرى. أعلم جيدا أن الحبر لن يعُيد عقارب الساعة إلى الوراء، إلى اللحظة التي نحلم بها جميعا. لكن الأكيد أن الدم سيجعل تلك العقارب  تتسارع إلى الأمام ربما بأكثر مما نتوقّع. فهي احدى صفات الدم المظلوم أن يجري في عمق التاريخ فيعجّل في مجيء ما هو آت حتما. تستحق منا فلسطين كلاما كثيرا. لكن للكلام أوزانا ومكاييل مثل الذهب تماما. قد يحمل المعدن الأصفر من لا يُقارن به. فقط للزينة والخداع. أما النفوس فهي مثل أي شيء خسيس فوق سطح الأرض. قلمي ليس سلاحا، وكلماتي لا تقطر دما. وجهي لا يشع بياضا أو يلمع في حلكة الرجال. ما أود قوله بسيط ومهمل مثل نبتة بين ضلوع حجر على جانب الطريق. قد لا تلفت انتباه أحد أو تجذب عناية عابر. وليكذبني كلامي إن شاء أو نطق. فليس لي عليه سلطان بعيد. هو ملك من يُصدّقه أو من يُكذبّه على السواء. فلسطين تلاحقنا وإن كانت تركض أمامنا. يا لها من مفارقة! لم تعد فلسطين خلفنا. كم كنا نحن خلف فلسطين ولا نزال. كم احتمينا بها ولا نزال. فلسطين كذبتنا الصادقة. فلسطين حيرتنا الدائمة سواء كانت أمامنا أم خلفنا. بعضنا اختار الوقوف في الوسط. أردنا لفلسطين أن تكون معنا في محل إقامتنا بدل أن نكون نحن معها في محل قدسها. بماذا ظفر أصحاب الوسط؟ أولئك الذين لا يريدون فلسطين وراء ظهورهم ولا أمام صدورهم؟ وها هم اليوم أيضا يُنزلونها عن جنوبهم كما يخفض المقاتل الجبان سلاحه أمام عدوّه. معصية الفكر هي الحاضر. أن نكون اثنين في نقاش محموم ولا يكون التاريخ ثالثنا. وفلسطين شقيقة التاريخ. وفلسطين عيون التاريخ ونظره البعيد. وفلسطين نبوءات التاريخ ومستقبله. مستقبل الماضي. يا لها من مفارقة.. فلسطين!
أخبار ذات صلة