بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

1 نيسان 2022 12:00ص قالت العرب

حجم الخط
قالت العرب: «مصائبُ قوم عند قوم فوائد». وفي بعض كلام العرب القدماء (هل ثمة عربٌ معاصرون؟) حكمة وبلاغة وإيجاز. وإذا كانت ألسنتنا تقصر اليوم عن فصاحة غابرة؛ فالطامّة فينا ألا تبصر عيون حاضرنا ما قد أبصرته عيون الماضي من الفطن والحنكة ومن لطائف التدبير. كأننا إذ نضيّع  نهاراتنا واحداً تلو الآخر نشدّ على قلوبنا ستائر الخواء وعدم البصيرة. كأننا إذ نكتب على أنفسنا عبثاً دائماً نزداد بالحرف جهلاً ونسقط في وضح العقل في حفر البلاهة والضياع. فلندخل إذاً تحت سقف هذا المأثور ونرى من نوافذه إلى أحوالنا بعيداً عن خطل المطوّلات التي تتهافت وأصحابها عند أول امتحان. أفكّر في السياسة كما في شؤون الحياة وتفاصيلها. كل شيء فيهما ينتظم وفق هذه المعادلة الخاصة للطاقة. فمصيبتنا ليست مصيبتنا فحسب؛ بل فرصة كذلك لغيرنا. ما نحصده منها ألماً وخيبةً يجنيه عنا آخر فرَجاً في حاله وفرحاً في نفسه. فعند الأزمات وفي أوقات الشدّة والبؤس يُغيّر العالم جلده بسرعة. في لبنان نشهد على هذا الكشط للذبيحة أمام الملأ. الشعب الذي سمن من جوع. قد حان النظر إليه كخراف ضالة. ثمة طفرات يومية تحدث من وراء الأحجبة الكثيفة وخلف الأحجيات التي تتكاثر كالشعوذات، وفي عمق سلالات الطمع التي تكبّل وطناً وتجعله يقف على نصف أرزة. طبقة جديدة تتشكّل معالمها حصراً في نار الصمت التي تحرق كل لسان فكرّ أن ينطق مرّة بالحق. ثم خاف وتراجع مثل جبل أمام بحصة. ابحثوا عن فوائد الآخرين في كل درك من دركات مآسيكم العظيمة. فهناك يمكث الحجم الحقيقي لجبل الجليد. هناك تصبح المصيبة آلة موسيقية يعزف عليها نشازاً كل مستفيد جبان أو حتى شجاع. قالت العرب..


أخبار ذات صلة